مدونة التراث أكادير : افتتاح الموقع الرسمي انتظروا منا الأفظل والأجمل والأرقى إنشاء الله www.igoudar-ibnouzohr.ma(مع تحياتي المشرف العام عبد الغني أيت الفقير)

راديو إيكودار24ساعة 7 أيام

راديو إيكودار()() تحية طيبة لكل متتبعي راديو إيكودار الأربعاء 06 نونبر2013 سنة هجرية سعيدة وتحية طيبة من الطاقم التقني لراديو إيكودار

الجمعة، 18 أكتوبر 2013

مراسيم العرس في طاطا: تَلْدْنُونْتْ نموذجا


مراسيم العرس في طاطا: تَلْدْنُونْتْ نموذجا
LA Cérémonie de mariage à tata : modèle taldnont

أوسديد مريمOusdid Maryem 

تقديم: 

        تقع مدينة طاطا في منطقة تطل على جبل باني بوادي منحدر من إدونظيف و تكموت و اندوزال، وتعد من أهم المنافد لاختراق الأطلس الصغير وتقع شمال شرق واحة أقا على ارتفاع 900 متر مكعب. ساكنتها أمازيغ و عرب، ويعتبر مدشر تماشت من بين مداشرها إذ يتميز بالتنوع الثقافي المتمثل   في العادات و التقاليد القديمة التي ظلت صامدة أمام الغزو الخارجي و كنموذج حي علي هذا الصمود، الاستمرار في الطقوس القديمة في "العرس"، هذا الأخير الذي بقي محافظا على طقوسه وتقاليده القديمة.
من أهم الطقوس التي ظلت مستمرة  في طاطا بصفة عامة وتلدنونت بصفة خاصة العرس الذي يمر في أسبوع كامل.
 طقوس "العرس" والمراحل التي يمر بها في الأسبوع: 
في اليوم الأول أي الأحد
تبدأ مناسبة العرس في منزل كلا العروسين في أن واحد؛ فيما يخص بيت العريس تقوم عائلته باستدعاء نساء المدشر ليقمن بطقس خاص  يقمن خلاله بإفراغ كيس من الشعير، ويوضع في وسطه دملج من الفضة وهكذا تقوم النسوة الحاضرات بالتسابق للوصول إلى الدملج المندس داخل الشعير، ومن عترت على هذا الدملج تضعه في يدها  إلى يوم دخلة العروسين  لتكون المشرفة على طهي طعام العشاء للعروسين في ليلة دخلتهما، كما لن ننسى أن المرأة التي وجدت الدملج تعطى لها حصة من الشعير.
لن ننسى الفتيات الشابات هن أيضا لهن طقس مهم في هذا اليوم حيث يجتمعن ويخرجن إلى الحقول لجلب سعف النخيل الجاف الذي سيستعمل في الطهي أتناء العرس.
وفي الليل يقام "إزركان"؛ حيث تجمع عائلة العريس كل "إزركان" الموجودة في المدشر وترص على شكل عمودي تأخذ النسوة الشعير الذي وضع داخله الدملج، إلى الساحة التي  بها الراحات (إزركان) ويوزع  هذا الشعير بالتساوي، وفي  كل "رحى"(أزرك) يجلس شاب وشابة يقومان بطحن الشعير يدا في يد مع تبادل أطراف الأحاديث بينهما حتى ينتهي كل الشعير.
هنا نذكر أن هذه المناسبة هي الوحيدة التي يمكن خلالها للشباب الالتقاء فيما بينهم لتبادل أطراف الحديث علما أنه يحرم على الفتيات و الفتيان الالتقاء خارج هذا النطاق.
أما في بيت العروسة يقام ما يسمى "إفساين"؛ أي أن أم العريس ترسل النساء المقربات إليها لمشط شعر العروسة، ويشترط خروج الفتيات من مكان تواجد العروسة ليقتصر على النساء فقط. و التقليد هنا أن الفتاة التي لم تخرج فهي لن تتزوج، و هو تفكير سائد لازال مستمرا إلى يومنا هذا.                يوم الاثنين:
يبدئ طقس "أفاي"،  تضع امرأة عجوز رباطا أبيضا على رأسها يسمى بالأمازيغية "أعمام"لتستقر في بيت العريس لمدة ثلاثة أيام، وفي هذه المدة يقدم لها جميع الوجبات الثلاثة في اليوم وكل ما تحتاجه، كما أنه في هذا اليوم تقام الوليمة الكبرى "السلكت"، كل الرجال المدشر مدعوون بدون استثناء، أما وقت الوليمة فهو غير محدد، هناك من يقوم بها نهارا والبعض الأخر ليلا. كما يقام طقس اخر يسمى "أزكار" و يكون مكونا من مواد غذائية من بينها القمح و الشعير وكذلك الكبش إضافة إلى بلغة رجال و أخرى نسوية ثم الزيت و السكر، يرسله أهل العريس لأهل العروسة مع موكب كبير من الرجال دون النساء، عربونا على المحبة.
يوم الثلاثاء:
تقام وليمة كبرى خاصة بالنساء، حيت تستدعي أم العروسة جميع النساء في المدشر كما تقوم باستدعاء بعض النساء خارج المدشر. هنا يقام أحواش بين النساء من لحظة دخول النساء حتى لحظة خروجهن من الوليمة.
وفي المساء يقام أحواش (الدرست). غالبة تقام من طرف أهل العريس.




صورة ل "درست"
يوم الأربعاء:
أما يوم الأربعاء فهو خاص بالشابات اللواتي  تستدعيهن العروسة، هنا تقوم هذه الأخيرة بالتزيين وارتداء أبهى ملابسها كما تضع مساحيق تجميلية على وجهها قصد استقبال الفتيات اللواتي سيحضرن لها الهدية.
     لكن الملاحظ أن في هذا اليوم دخلت تغييرات كثيرة مست بالتقاليد و من هذه التغيرات أن بعض الفتيات بدأن بإدخال أشياء خارجية عن عاداتنا مثل "العمارية" و "البرزة".
     صورة للمواد التي تزين بها العروسة يوم استقبالها للفتيات


كما يقام أيضا طقس"تنكيفت"؛ ويقصد بها لحظة مغادرة العروسة بيت أهلها في اتجاه بيت زوجها مع أهازيج على الشكل التالي:
"أبسم لله أيوال إفولكين أتيادر كوان"
"أبسم لله أيوال إفولكين أيميك أماوا"
وترتدي العروس في هذا اليوم إزار أبيض  وبلغة رجل وعمامة ويوضع على رأسها "الحباق"، هذه الأشياء ترسل من طرف أم العريس، وقبل مغادرة العروسة لبيت أهلها يستحيل إخراجها دون أن يقدم أحد أقرباء العريس مبلغا من المال لأخ العروسة  وترافقها امرأتين تكون إحداهما إما خالتها أو عمتها.
يستقبل العريس عروسه برفقة "إلوزيرن" و في تلك الأثناء يسكب الحليب من سطح البيت ويرمي الثمر و اللوز على العروسة و الموكب المرافق لها.
صورة العروسة عند مغادرتها لبيت أهلها

يوم الخميس:
يستيقظ العريس باكرا ليذهب إلى السوق لشراء بعض الحاجيات ليقدمها لأم العروسة مع تقبيل رأسها و بالمقابل تقدم له اللوز و الدجاج... إلخ، وفي اخر النهار يقام طقس اخر يسمى "تكلما"حيث تتزين العروسة بجميع أنواع الحلي الفضية و الذهبية، ثم ترتدي إزارين أبيض و أزرق أو أخضر و تسمى "تمبلكين"، و يمشط شعرها بدملج من الفضة و يقسم حسب كثافته و طوله إلى "إزكون"، ويرددن الأهازيج التالية وهي في الغالب نصائح للعروسة:
"أنابري تكوني ن إمي نتكات"
"أنابري تدلوت ن تانوضين"
"أنابري ن تجماعت نيكي نتركا"
وتمكت في هذا المكان إلى غاية يوم السبت.
الحلي التي تزين بها في طقس "تكلما"


 يوم السبت:                                            
تخرج العروسة من "تزقي"مرتدية نفس اللباس الذي لبسته في "تكلما"، و تتجه إلى بيت أهلها برفقة نساء مقربات للعريس أو نساء الجيران، يرددن أهازيج مثل "لوح اللوز أتاسليت"، والعروسة بدورها توزع اللوز على الأطفال شريطة أن لا تدخل إلى بيت أهلها الذين يكتفون بدورهم بتقديم وجبة تقليدية تسمى "بركوكس" في يدها أمام الباب لاختبار مدى قدرتها على تحمل أعباء الحياة الزوجية؛ حيث تأخذ معها الإناء الذي وضعت فيه الوجبة إلى بيت زوجها مع رزمة من العشب (الفصة) لبهائم أهل زوجها، والنساء يرددن "خشو برو بع تيلي" ويطلق على هذا الطقس اسم " أس ن إكران"  وهنا تنتهي مراسيم العرس إلى غاية الأربعاء من الأسبوع الموالي، وهو يوم وضع الحناء للعروسة، وفي يوم الجمعة لأول مرة تدخل العروسة بيت أهلها ويطلق على هذا اليوم "أس ن ترزيفت"، وتمكث في بيتها لفترة قصيرة لتتوالى الدعوات عليها من طرف أقربائها و أحبابها.
هكذا ننهي سرد تفاصيل العرس، فكل ما سردناه إنما هو الشيء القليل فيما يخص طقوس العرس في منطقة طاطا بصفة عامة و دوار تماشت خاصة.
من إنجاز الطالبة:
أوسديد مريمousdid maryem



1 التعليقات:

غير معرف يقول...

تانميرت

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Powered by Blogger