صدر كتاب" دراسات في تاريخ المغرب العميق" للأستاذ امحمد إحدى عن دار النشر BJ PRINT , 2012 ، ويشمل 143 صفحة, متضمن لتسع مقالات تاريخية .
وتندرج هذه الدراسة في إطار التنقيب و البحث الغير محدود للأستاذ في مجال الجنوب المغربي والذي يسعى من ورائه إلى إعادة صياغة تاريخه بصفته مجالا لم يوف نصيبه من الاهتمام من لدن الباحثين والمهتمين بتاريخ المجالات المهمشة بالمغرب على حد تعبيره.
إستهل الكتاب بمقدمة رصد فيها بعض التحولات التي عرفتها الكتابة التاريخية المغربية على المستويين المعرفي والمنهجي، رابطا إياها بانفتاحها على علوم مساعدة أخرى، وحريصا على ضرورة إعادة النظر في بعض الإشكاليات والتساؤلات الغامضة، والتي من شأنها تصحيح عدة مفاهيم فيما يخص مسار الكتابات التاريخية لنسج تاريخ صائب عكس ما نعته بالأحكام المغلوطة منسوبا للأوروبيين، ووصولا إلى كتابة تاريخ قوامه حس نقدي كفيل بنفض الغبار على مصادر التاريخ المغربي، وذكر الغاية من تأليف كتابه والتي تكمن في التأريخ للهوامش الصحراوية بالمغرب وتراثها، لما تشهده من إهمال من لدن المهتمين، مستدلا بإدراكه بوجود عدة ثغرات غي المصادر المغربية ونزوح أصحابها إلى إقصاء هذه المجالات من إهتماماتهمم.
وفي المقال الأول ركز الكاتب على تحقيق وثائق الواحات، موضخا دور هذه المادة التاريخية وأهميتها والتي تصل أحيانا إلى حد القداسة عند رواد بعض المدارس التاريخية، وما تشمل عليه من معلومات مهمة في بناء تاريخ الواحات والكشف على أجزاء من تاريخها، ومقتنعا بقدرة تلك الوثائق على تفسير عدد من الظواهر التاريخية التي ذكرت في بعض المصادر والتحقق لمدى صحتها من عدمها، مساهما بمنهجية لتحقيقها بدءا بحسن قرائتها وفك رموزها وإعادة كتابتها، مرورا بعنونتها وتحديد طبيعتها وتاريخ كتابتها، ثم ترقيم صفحاتها .
أما المقال الثاني فقد تناول فيه المؤلّف وضعية الفئات المهمشة بمجتمعات الجنوب المغربي، من خلال الأعراف، وفيه قدم نماذج من الأعراف والقوانين المحددة لكيفية تسيير الشؤون المحلية، وبالضبط تعاملها مح المكونات البشرية داخل الواحات من يهود وحراطين وعبيد، واستنتج أنها تختلف من مكان إلى آخر( من حلف إلى آخر)،وتبقى الفئة الحرطانية الأكثر تضررا بحرمانها من أبسط حقوق العيش(حق الملكية)، وإبعادها من إتخاد القرار السياسي و العسكري، وتكليفها بفلاحة الأرض وخدمة الأسياد من الشرفاء رغم تصدرها لقاعدة الهرم الإجتماعي.
وفي المقال الثالث وضع الكاتب مجال مجتمع البيضان في سياق عام لخص فيه الأثر البالغ لتدخل بني حسان على السكان الأمازيغ الأصليين والذين تأثروا بهم رغم صراعهم، لكن ذلك لن يمنع من الإحتفاظ على الأصالة بالرغم من مستجدات المجال المحتفظ على خصوصياته وغناه الثقافي( التراث الأمازيغي)والذي استحضره الكاتب عن طريق مجموعة من الصور وبعض الأسماء المتجدرة والتي حاربت الزوال، كلها معطيات سماها في إطار جدلية المجتمع والمجال.
وفي رابع المقالات ارتدى الكاتب ثوب المغربي الغيور على وطنه، والمنتمي له أشد الإنتماء فقد أعطى نبدة حول منطقة تافيلالت واسترجع ذاكرتها عبر إبراز دورما وإشراقتها المتميزة من التاريخ الإقتصادي للمغرب في علاقته ببلدان إفريقيا جنوب الصحراء، باعتبارها جسر لعبور القوافل التجارية، وأحاط بجوانب من التراث الثقافي ( المادي واللامادي) والتحسيس بظرورة المحافظة عليه عن طريق إدراج مجموعة من المقترحات من شأنها الدفع بعجلة إحياء أمجاد المنطقة ورد الإعتبار إليها بكونها محطة مهمة من محطات التاريخ المشرق ببلادنا.
يليه مقال عن القبائل الأمازيغية بالجنوب الشرقي وعلاقتها بالمجال الصحراوي من القرن 16م إلى القرن20م.يعزو تكوين إتحاديتيأيت عطا وأيتييفلمان الأمازيغيتين الصنهاجيتين بانهيار تجارة القوافل نتيجة تغير مسارها بسبب الغزو الإيبيري من جهة وسيطرة قبائل بني معقل على الواحات من جهة أخرى، ما جعلها تتفاعل مع المجال الصحراوي في كل جوانبه وأبعاده وتطوره الزمني والمكاني، والدور التاريخي الذي لعبته هذه الإتحادية غي تغيير الأوضاع السياسية والإقتصادية والثقافية لتلك المناطق.
وفي موضوع آخر استحضر أمجاد البطولات بحديثه عن المقاومة المسلحة بالمغرب ما بين 1900 و 1934 من تاريخ إحتلال واحات توات إلى تاريخ سقوط آخر معقل للمقاومة الشعبية المسلحة بوادي نون وبوكافر وبادو. ويرى أنه تم إهمال الكتابات المهتمة بهذا النوع من المواضيع لهذا الجانب لأحداث مهمة من تاريخ المقاومة بالمغرب شارك فيها مجاهدون أمازيغ بزعامة رجال كارزماتيين ، وبه يناشد بإنصاف هؤلاء الشهداء بذكرهم على صفحات تكون شاهدة للجهاد المبدول في سبيل استقلال البلاد، مناشدة يتخللها تفاءل بمستوى النشاط العملي الرصين في هذا المجال في السنوات المقبلة.
يذكر الكاتب نماذج من الأعراف والبنود التي تهم عمل الإنسان الواحي وعلاقته بالبيئة بتفصيله للإجراءات الصرمة والقوانين التي تحكم كل مخالف لما اتفق عليه بالإجماع على جميع المستويات ومناحي الحياة من تدبير المياه والنظافة والرعي والتلوث النفسي، ورصد المعتقدات وراء الحفاظ على الموارد البيئية في الواحات التي تكمن في تخيلات السكان حول عيش الكائنات الروحانية بمحيطهم الطبيعي وما ستشكله من خطر عليهم في حالة إخلالهم بالنظم الإيكولوجية. وختم مقاله هذا بمظاهر الإهتمام بأشغال الترميم عند الواحيين والتي تظهر بالملموس من خلال بعض الوثائق المحلية الموضوعة. وفي الإخير أبدى الكاتب ملاحظات حول مدينة فاس ونخبتها في تاريخ المغرب لخصها في الحديث بصفة عامة حول المدينة العاصمة لأغلب الدول المتعاقبة على حكم المغرب عدا المرابطين والموحدين مع الحفاظ على دورها الرئيسي الديني والحضاري، والطبقة البورجوازية بها والظروف العامة التي نشأت على إثرها وازدهارها الرهين بتواطئها مع الأجانب، ما يضمن لها تبوء الهرم الإجتماعي ظلت مظاهره إلى الوقت الراهن بتوليها رأس الحكومات المغربية فيما بعد.
كانت تلك إذن محتويات دفتي كتاب"دراسات في تاريخ المغرب العميق" والذي ينظاف إلى عدد من الإسهاملت للمؤلف امحمد إحدى، والتي تصب في منحى إفادة الباحثين من الطلبة والمهتمين بحقل التاريخ، والمضي قدما نحو بناء المعرفة العميقة للأحداث التاريخية وفهمها.
وتندرج هذه الدراسة في إطار التنقيب و البحث الغير محدود للأستاذ في مجال الجنوب المغربي والذي يسعى من ورائه إلى إعادة صياغة تاريخه بصفته مجالا لم يوف نصيبه من الاهتمام من لدن الباحثين والمهتمين بتاريخ المجالات المهمشة بالمغرب على حد تعبيره.
إستهل الكتاب بمقدمة رصد فيها بعض التحولات التي عرفتها الكتابة التاريخية المغربية على المستويين المعرفي والمنهجي، رابطا إياها بانفتاحها على علوم مساعدة أخرى، وحريصا على ضرورة إعادة النظر في بعض الإشكاليات والتساؤلات الغامضة، والتي من شأنها تصحيح عدة مفاهيم فيما يخص مسار الكتابات التاريخية لنسج تاريخ صائب عكس ما نعته بالأحكام المغلوطة منسوبا للأوروبيين، ووصولا إلى كتابة تاريخ قوامه حس نقدي كفيل بنفض الغبار على مصادر التاريخ المغربي، وذكر الغاية من تأليف كتابه والتي تكمن في التأريخ للهوامش الصحراوية بالمغرب وتراثها، لما تشهده من إهمال من لدن المهتمين، مستدلا بإدراكه بوجود عدة ثغرات غي المصادر المغربية ونزوح أصحابها إلى إقصاء هذه المجالات من إهتماماتهمم.
وفي المقال الأول ركز الكاتب على تحقيق وثائق الواحات، موضخا دور هذه المادة التاريخية وأهميتها والتي تصل أحيانا إلى حد القداسة عند رواد بعض المدارس التاريخية، وما تشمل عليه من معلومات مهمة في بناء تاريخ الواحات والكشف على أجزاء من تاريخها، ومقتنعا بقدرة تلك الوثائق على تفسير عدد من الظواهر التاريخية التي ذكرت في بعض المصادر والتحقق لمدى صحتها من عدمها، مساهما بمنهجية لتحقيقها بدءا بحسن قرائتها وفك رموزها وإعادة كتابتها، مرورا بعنونتها وتحديد طبيعتها وتاريخ كتابتها، ثم ترقيم صفحاتها .
أما المقال الثاني فقد تناول فيه المؤلّف وضعية الفئات المهمشة بمجتمعات الجنوب المغربي، من خلال الأعراف، وفيه قدم نماذج من الأعراف والقوانين المحددة لكيفية تسيير الشؤون المحلية، وبالضبط تعاملها مح المكونات البشرية داخل الواحات من يهود وحراطين وعبيد، واستنتج أنها تختلف من مكان إلى آخر( من حلف إلى آخر)،وتبقى الفئة الحرطانية الأكثر تضررا بحرمانها من أبسط حقوق العيش(حق الملكية)، وإبعادها من إتخاد القرار السياسي و العسكري، وتكليفها بفلاحة الأرض وخدمة الأسياد من الشرفاء رغم تصدرها لقاعدة الهرم الإجتماعي.
وفي المقال الثالث وضع الكاتب مجال مجتمع البيضان في سياق عام لخص فيه الأثر البالغ لتدخل بني حسان على السكان الأمازيغ الأصليين والذين تأثروا بهم رغم صراعهم، لكن ذلك لن يمنع من الإحتفاظ على الأصالة بالرغم من مستجدات المجال المحتفظ على خصوصياته وغناه الثقافي( التراث الأمازيغي)والذي استحضره الكاتب عن طريق مجموعة من الصور وبعض الأسماء المتجدرة والتي حاربت الزوال، كلها معطيات سماها في إطار جدلية المجتمع والمجال.
وفي رابع المقالات ارتدى الكاتب ثوب المغربي الغيور على وطنه، والمنتمي له أشد الإنتماء فقد أعطى نبدة حول منطقة تافيلالت واسترجع ذاكرتها عبر إبراز دورما وإشراقتها المتميزة من التاريخ الإقتصادي للمغرب في علاقته ببلدان إفريقيا جنوب الصحراء، باعتبارها جسر لعبور القوافل التجارية، وأحاط بجوانب من التراث الثقافي ( المادي واللامادي) والتحسيس بظرورة المحافظة عليه عن طريق إدراج مجموعة من المقترحات من شأنها الدفع بعجلة إحياء أمجاد المنطقة ورد الإعتبار إليها بكونها محطة مهمة من محطات التاريخ المشرق ببلادنا.
يليه مقال عن القبائل الأمازيغية بالجنوب الشرقي وعلاقتها بالمجال الصحراوي من القرن 16م إلى القرن20م.يعزو تكوين إتحاديتيأيت عطا وأيتييفلمان الأمازيغيتين الصنهاجيتين بانهيار تجارة القوافل نتيجة تغير مسارها بسبب الغزو الإيبيري من جهة وسيطرة قبائل بني معقل على الواحات من جهة أخرى، ما جعلها تتفاعل مع المجال الصحراوي في كل جوانبه وأبعاده وتطوره الزمني والمكاني، والدور التاريخي الذي لعبته هذه الإتحادية غي تغيير الأوضاع السياسية والإقتصادية والثقافية لتلك المناطق.
وفي موضوع آخر استحضر أمجاد البطولات بحديثه عن المقاومة المسلحة بالمغرب ما بين 1900 و 1934 من تاريخ إحتلال واحات توات إلى تاريخ سقوط آخر معقل للمقاومة الشعبية المسلحة بوادي نون وبوكافر وبادو. ويرى أنه تم إهمال الكتابات المهتمة بهذا النوع من المواضيع لهذا الجانب لأحداث مهمة من تاريخ المقاومة بالمغرب شارك فيها مجاهدون أمازيغ بزعامة رجال كارزماتيين ، وبه يناشد بإنصاف هؤلاء الشهداء بذكرهم على صفحات تكون شاهدة للجهاد المبدول في سبيل استقلال البلاد، مناشدة يتخللها تفاءل بمستوى النشاط العملي الرصين في هذا المجال في السنوات المقبلة.
يذكر الكاتب نماذج من الأعراف والبنود التي تهم عمل الإنسان الواحي وعلاقته بالبيئة بتفصيله للإجراءات الصرمة والقوانين التي تحكم كل مخالف لما اتفق عليه بالإجماع على جميع المستويات ومناحي الحياة من تدبير المياه والنظافة والرعي والتلوث النفسي، ورصد المعتقدات وراء الحفاظ على الموارد البيئية في الواحات التي تكمن في تخيلات السكان حول عيش الكائنات الروحانية بمحيطهم الطبيعي وما ستشكله من خطر عليهم في حالة إخلالهم بالنظم الإيكولوجية. وختم مقاله هذا بمظاهر الإهتمام بأشغال الترميم عند الواحيين والتي تظهر بالملموس من خلال بعض الوثائق المحلية الموضوعة. وفي الإخير أبدى الكاتب ملاحظات حول مدينة فاس ونخبتها في تاريخ المغرب لخصها في الحديث بصفة عامة حول المدينة العاصمة لأغلب الدول المتعاقبة على حكم المغرب عدا المرابطين والموحدين مع الحفاظ على دورها الرئيسي الديني والحضاري، والطبقة البورجوازية بها والظروف العامة التي نشأت على إثرها وازدهارها الرهين بتواطئها مع الأجانب، ما يضمن لها تبوء الهرم الإجتماعي ظلت مظاهره إلى الوقت الراهن بتوليها رأس الحكومات المغربية فيما بعد.
كانت تلك إذن محتويات دفتي كتاب"دراسات في تاريخ المغرب العميق" والذي ينظاف إلى عدد من الإسهاملت للمؤلف امحمد إحدى، والتي تصب في منحى إفادة الباحثين من الطلبة والمهتمين بحقل التاريخ، والمضي قدما نحو بناء المعرفة العميقة للأحداث التاريخية وفهمها.
إعداد الطالب: جمال البوقعة
4 التعليقات:
شيء مشرف أخي جمال تقرير في المستوى
هل يوجد هذا الكتاب على شكل pdf وشكرا
هل يوجد هذا الكتاب على شكل pdf وشكرا
شيئ رائع شكرا
إرسال تعليق