مدونة التراث أكادير : افتتاح الموقع الرسمي انتظروا منا الأفظل والأجمل والأرقى إنشاء الله www.igoudar-ibnouzohr.ma(مع تحياتي المشرف العام عبد الغني أيت الفقير)

راديو إيكودار24ساعة 7 أيام

راديو إيكودار()() تحية طيبة لكل متتبعي راديو إيكودار الأربعاء 06 نونبر2013 سنة هجرية سعيدة وتحية طيبة من الطاقم التقني لراديو إيكودار

الخميس، 6 يونيو 2013

قصبة أكذز

قصبة أكذز 
mourabit mohamed

الموقع:


تقع هذه القصبة في أكذر إقليم زاكورة المتواجد في الجنوب الشرقي للمغرب و بالضبط بين مدينتي ورزازات و زاكورة السياحيتين ،يحيط بها من كل جانب جبال أهمها سلسلة الأطلس الصغير سميت أكدزبهده التسمية نسبة أن الكل كان يرجحها إلى الوظيفة التي كانت تؤديها،حيت أن الاسم حرف من كلمة الكدس إلى الكذز ،فالكدس في الجدر اللغوي من كدس يكدس تكديسا بمعنى جمع يجمع تجميعا تجمعا،عدد سكانها 8000 ن غالبيتهم يتكلمون الأمازيغية .
تقع قصبة أكذز المسماة بقصبة "الحد" بين أكذز و أسليم و هي في الأصل عبارة عن ساحة كبيرة توجد بها برك مائية حيت أن الناس كانوا يرمون الأزبال فيها. لكن رغم ذلك فقد جعلتها الساكنة مقر اللعب بما يسمى "بتاقورا ".
سمي "بالحد" لأنه يقام به سوق في يوم الأحد، كما يعتبرساحة يقام بها أحواش ، فمن الناحية الشكل المعماري، فإنها تمتاز بمعمار فريد من نوعه، لكونها مبنية بطريقة محكمة ومزخرفة على الطراز الروماني ،مستطيلة الشكل، مساحتها تقدر 14 كلم مربع، تحتوي على البوابة الرئيسية و على أربعة أبراج، و علو كل واحد يقدر بحوالي12  متر. بالإضافة إلى ستة ساحات و التي تسمى" أرجبي".
فيما يخص السقف (القصبة)، فقد ثم تسقيفه عن طريق القصب وجذوع النخل حيث تتوفر على أبواب مزخرفة بنقوش ورسوم و نوافذ مقوسة.
تمتاز هذه القصبة المبنية خصوصا بالتراب المدكوك و الحجارة إلى عدة خصائص من بينها:
v     تكيفها مع الشروط البيئية والمناخية .
v     انصهارها وتكاملها مع المناظرة الطبيعية المحيطة بها
v     بساطة و قدم الأساليب المعمارية المستعملة
v     تناسق أجزاءها و أحجامها
v     الدقة في النقوش و الزخاريف التي تكسوه
ظروف و طريقة بناء القصبة                                                                 


لقد أمدتني الرواية الشفوية المحلية بأن هذا المكان(القصبة) كان في البداية عبارة عن سوق للقبائل و كان يتسوق فيه يوم الأحد، أما في باقي الأيام فكان عبارة عن مجالا للهو و الترفيه، خاصة الفئة الصغيرة إذ أنهم يتمتعون بلعب لعبة تدعى بتاقورى أو الكرة.
أما طريقة بناءه فقد بني بعرق جبين الساكنة؛ حيث كانت الأشغال مقسمة بين المعلمين، و كان على رأسهم شخص يدعى السي الصديق، وكان لكل معلم خدامه، أما ساعات العمل فكانوا يبدؤون العمل منذ الصباح الباكر إلى حين غروب الشمس، و كان ذلك مصاحبا لمجانية العمل؛ فالعامل لا يتقاضى أجرة مقابل عمله لا نقدا و لا عينا، بل فقط يتضمن التغذية، و ما يفرض على أهل الدواوير تقديم التغذية للمستخدمين، و إن فكر في رفض العمل يلاقي عقاب القايد ( التهامي الكلاوي ).                                                                                                                           
و من بين ما روي في هذا الصدد أن رجلا أمره القايد بحمل صخرة كبيرة جدا من منطقة تبعد عن منطقة البناء (القصبة) قرابة 30 كيلومتر، فهب الرجل لتلبية لأمر سيده، و نظرا لبعد المسافة فإن المنطق يستدعي وقتا طويلا لإيصال الصخرة. إلا أن القايد لم يكن مقتنعا بذلك المنطق؛ حيث غضب من جراء تأخره، فأمر أعوانه بقتل الرجل بالصخرة نفسها.         

تاريخيا:


 تحول قصبة أكدز من قصبة ثراتية إلى معتقل سري:                                      
بعد جلاء الاستعمار عن المنطقة، تحولت القصبة إلى معتقل سري غير نظامي و فيه تم إيداع المئات من ضحايا الاختطاف و الاختفاء القسري بين سنتي 1975 و 1984، لكن بعد إحداث مجموعة من التغيرات على القصبة، بما فيها إغلاق مجموعة من الأبواب، مع وضع سلك مشوك كي لا يستطيع أحد الهروب بالإضافة إلى مجموعة من التغيرات داخل الغرف بما فيها تضييقها.                                                                                                    
ظروف المعتقلين داخل قصبة أكدز( المعتقل ):                                                                                   
حالة الاعتقال رهيبة و سيئة؛حيث يجبر المعتقلون على البقاء باستمرار في وضعية ثابتة، إما قعودا أو جلوسا، و كذا معصوبي العينين و مكبلي الأيدي، كي لا يعرفوا من أين أتوا و إلى أين سيذهبون. أضف إلى ذلك سوء التغذية و تلوث المياه, و كانت الزنازن مقرا لهم؛ إذ لا يسمح لهم بالذهاب إلى أماكن النظافة، أما الاستحمام فلا يكون إلا بعد شهور عديدة و يكون غالبا جماعيا في وقت وجيز، و هذا ما يتسبب في انتقال الأمراض بينهم، الشيء الذي أدى إلى وفاة العشرات الذين ذفنوا في المقبرة المجاورة للمعتقل؛ حيث أن عملية الدفن تكون بالليل و بطريقة سرية دون غسل الميت.              

           
شكلت قصبة أكدز، إحدى  الأعمدة التي شهدت سنوات الجمر و الرصاص؛ إذ احتجز فيها مجموعة من المواطنين الأبرياء الذين يسعون إلى الحرية و الحياة في زمن تحكمه الأموات و ذهبت فيه أرواح لم تدق طعم الحياة.                 

بقلم محمد مرابط



المصنوعات الجلدية بأسا


المصنوعات الجلدية بأسا


  



تتمركز منطقة آسا حسب التقسيم الجهوي ضمن جهة كلميم السمارة ، يحدها غرب طانطان وشرقا طاطا ومن شمالا كلميم والحدود الدولية للجزائر وموريتانيا وجنوب السمارة .
تعتبر مدينة آسا من أهم المراكز التاريخية التي عرفتها المنطقة الجنوبية بحيث تبعد عن مدينة كلميم ب 110 كلم وتنتمي إلى حوض درعة، بحيث يعطيها وجودها علي الحدود المغربية الجزائرية الموريتانية بعدا و موقعا استراتيجي مهما ،  كما تقع بين كتلتين تضاريسيتين ، السفح الجنوبي للأطلس الصغير الصحراوي متمتلا في كتلة باني شمالا وواركزيز جنوبا .
كما تنحصر بين هاتين الكتلتين مجموعة أودية من بينها واد آسا الذي يتميز بفرشة مائية باطنية كأهم روافد من روافدها بحيث يبعد عن المنطقة ب 14 كلم ، كما يتميز بتربة خصبة تساعد على نمو غطاء نباتي مهم قام الإنسان بالعيش على عائداته .
ولعل ما يميز التقسيم الجغرافي في المناطق الصحراوية هو وجود نمطين من العيش وهما الترحال والإستقرار ، فالنمط الأول عرف تراجعا واضحا خلال السنوات الآخرة نتيجة قساوة الضروف الطبيعية والإجتماعية الصعبة وبالتالي فإن العنصر البشري الآساوي أصبح مآله هو الإستقرار في المدن والقصور والقصبات ، كما يغلب الطابع الهضبي على جغرافية المنطقة بحيث تتكون جغرافية المنطقة من حمادات وهي هضاب مستوية يترواح إرتفاعها ما بين 500 و 1000 متر كحمادة تندوف وهي عبارة عن هضبة كلسية تشكلت في العصر الجيولوجي الثاني ) الجيوراسي ( بحيث يصل إرتفاعها إلى 600 متر ، كما تمتد إلى جنوب حمادة درعة  وهي الآخيرة عبارة عن هضبة كلسية تكونت خلال العصر الجيولوجي الثاني وتمتد ما بين مجرى واد درعة والطية المقعرة لتندوف ، كما أن هناك ما يسمى بالأعراق الممتدة في الجنوب والجنوب الغربي متمتلة في حبال الواركزيز التي تتميز بارتفاعات متوسطة وتتخد شكلا عرضيا من الشمال الشرقي إلى الجنوب الشرقي ، وهناك أيضا منخفض آسا الذي يتخد شكل شريط ضيق من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي متكونا من السهول الغرينية الممتدة على طول الأودية الموسيمية ) واد آسا – واد الزاك – واد تيفرت ( وترتفع هذه السهول عن البحر ب 350 متر مخترقة من طرف بعض المسيلات النازلة من المرتفعات المحيطة بها ، وبصفة عامة يمكن أن نصف داخل البنية الجيولوجية للإقليم



يشكل سكان آسا جزءا لا يتجزأ من كونفدرالية قبائل تكنة [1] التي إستقرت بواد نون مند بداية القرن الثامن عشر ميلادي وتجدر الإشارة إلى أن لفظة تكنة تدل على مزيج بشري من القبائل الأمازيغية والعربية ، ينتشر سكانها وخيامها بحوض وادنون وباني ، وترجح الرواية الشفوية أن أصل هذه الكلمة يعود إلى إحتمالين : الإحتمال الأول المفهوم العربي لبلاد تكنة العسكرية أو البنية التي يقوم عليها سقف البناء ، الإحتمال الثاني يرتكز على الإشتقاق اللفظي الأمازيغي لمفهوم الضرة ) تكنة ( وتقول الروايات على أن الجد الأسمى لتكنة بما فيهم قبيلة أيت أوسا هو عثمان بن مندي [2] .
إن سكان آسا الحاليين هم حديثي الإستقرار نسبيا يعود الأسر إلى القرن الثامن عشر على اعتبار أن الصبغة الترحالية لقساوة الظروف الطبيعية بالمنطقة هذا الإستقرار الذي كان على حساب السكان الإصليين الذين إستقروا بالمنطقة وهم أيت إعزا ويهدى إضافة إلى بعض العناصر السوداء والحراطين بالنظر إلى ضعف هذه القبائل الأمازيغية الأصل حيث لم تستطيع الصمود أمام قبائل أيت أوسا التي لم تجد صعوبة في الإستيلاء على منطقة أسا ليختلط أفرادها بأهل المنطقة ويطبعوا هذه الأخيربطابعهم دعاتهم التي أخدت تحمل إسمهم [3] .
كما تتناول الروايات الشفوية والمراجع العربية والأروبية أصل سكان المنطقة من منظور مشرقي على إعتبار أن الساكنة حبشين ولو أن هناك رأيا ينسبهم إلى بني صنهاجة .
تعتبر قبيلة أيت أوسا أحد أهم مكونات لف أيت عثمان وأكبرها عددا وحجما وأبعدها توغلا في الصحراء ويظهر ذلك جليا من عدد محاميها من القبائل الآخرى ، والا شك  أن الموقع الإستراتيجي لاسا التي تعتبر الإطار المركزي والروحي لقبيلة أيت أوسا أسهم بشكل كبير في جعلها محط أنظار العديد من الوافدين ، وقد إختلفت أصولهم باختلاف الدوافع التي أدت إلى نزوحهم للمنطقة .
وانطلاقا مما أوردته الكتابات الأروبية التاريخية كما أسلفنا الذكر ، إن منطقة وادنون درعة عرفت إستقرار بشري مند القدم وهو ما يشير إليه نشوء علاقات تجارية في هذا الصدد بين أهالي المنطقة والقرطاجيين .
وهو ما يدل على أهمية المنطقة وازدهار إقتصادها في تلك الفثرة التاريخية كما أن هناك ومضات تفسر مدى أهمية المنطقة بعد ظهور الإسلام حيث سيتوافد على المنطقة سليل أبي بكر الصديق صحبة زوجته وأبنائه وهو ما يعني أن آسا ستشكل في عهده عاصمة للجنوب المغربي وهو ما يفسر الدور الآساسي الذي لعبته المنطقة كدور أساسي وممر تجاري مهم في قثرة إزدهار تجارة تجارة القوافل التي ربطت بين السودان وشمال إفريقيا على الرغم من أفول هذا الدور بعد مجيئ الأروبيون لغيروا أتجاهها نحو المحيط وهو ما سيكرسه الإستعمار الإسباني عبر القطيعة الإقتصادية بين آسا والجنوب المغربي على إعتبار أنها آخر نقطة ضمن النفود الفرنسي .






إن الحديث عن الصناعة التقليدية بإقليم اسا تستدعي التطرق والتعريف بالخصائص الجمالية للإبداع اليدوي بالمنطقة والكشف عن كوامنه التعبيرية عند الحرفين الحسانين لاسيما في مجال الإنتاج اليدوي ، واخص بالذكر المشغولات الجلدية ، الخشبية ، النسيجية ، المعدنية والتي تجمع بين الوظيفة النفعية والوظيفة الجمالية ،هذا الإنتاج التقليدي شكل على امتداد تاريخه الإبداعي المتواصل في الزمان والمكان أنماطا و صنوفا فنية وتقاليد عملية حرفية ووحدات تعبيرية تجسد جهود الصناع الحرفيين وأصحاب المهن التقليدية الرامية إلى تأهيل هده الأشكال التراثية وحمايتها من الضياع والاندثار.
ولعل أهم ما يميز الصناعة التقليدية بالمنطقة هو أنها لاتقوم على مهارة المحاكاة limitation بدافع الحفاظ على الشكل الموروث فحسب ، بقدر ما يشتغل على استخدام الصيغ الفنية القديمة وإعادة صياغتها وفق رؤى وتصورات جديدة متميزة على مستوى التكوين والبناء الجمالي والأسلوب الفني[4][1] . ورغم انه يدور في فلك العادات والتقاليد فان الإنتاج اليدوي الصحراوي يسعى إلى الانتقال من البسيط التقليدي إلى الشكل الفني الجمالي ، ومن مرحلة التعبير النمطي إلى مرحلة الإنتاج المتحدث ليصبح علامة من علامات التقدم الحرفي الذي يوحي على نمو التجربة الجمالية بشكل متوا ثر واطرادي  .









تعتبر المشغولات الجلدية من أكثر الفنون والصنائع اليدوية إبداعا وإنتاجا بواد نون ،حيث نرى الجلود المدبوغة التي تتحول إلى وسائد منمقة بالكثير من الصباغات والزخارف الجميلة تسمى اصرامى. إضافة  إلى صناعة وخياطة بعض أدوات الحفظ والتخزين كالتاسوفرا (حقيبة الرجل) والكونتية (حقيبة المرأة) وأغلفة السكاكين والقارورات الزجاجية المغلفة بالجلد ، فضلا عن تجليد الرواحل والأقلام ، الجماعات ولكتوب (التمائم) وصناعة القرب والشكاوي وخياطة الافراء (جمع فرو) وهي أغطية جلدية طويلة وعريضة تصنع من جلد الماعز]
هذه المصنوعات الجلدية تتضمن نقوشات وزخارف وألوان يلعب فيها الرمز سلطته التشكيلية . حيث المربعات ، المثلثات ، الدوائر ، الخطوط ، الألوان تتجانس داخل انساق وقوالب زخرفيه متآلفة.
نمادج من الصناعات الجلدية باقليم اسا

تعد المشغولات الجلدية من أكثر الفنون والصنائع اليدوية إبداعا وإنتاجا بالصحراء، ومنها الجلود المدبوغة التي تحوّل في ما بعد إلى وسائد منمقة بالكثير من الصبغات والزخارف الجميلة تسمى أصرامى، إضافة إلى صناعة وخياطة بعض أدوات الحفظ والتخزين كالتاسوفرا (حقيبة الرجل) والكونتية (حقيبة المرأة) وأغلفة السكاكين والقارورات الزجاجية المحلاة بالجلد..فضلا عن تجليد الرواحل والأقلام وصناعة حوامل المفاتيح (الجمَّاعات) ولكتوبَ (التمائم- Amulettes) وصناعة القرب والشكاوي وخياطة الأفراء (مفردها فرو)، وهي أغطية جلدية طويلة وعريضة تصنع من جلد الماعز طبيعتها لينة ومزركشة بصبغات كثيرة لا تخلو من عناصر الجمال ويكسوها الشعر في إحدى جهتيه


هذه المشغولات والصنائع الجلدية تتضمن، على تباين أشكالها ووظائفها، الكثير من النقوشات  والتكاوين الزخرفية التي يلعب فيها الرمز سلطته التشكيلية، حيث المربعات والدوائر والمثلثات والخطوط والألوان والكتل (المسطحة) تتجانس داخل أنساق وقوالب زخرفية متآلفة تتوازن فيها الفراغات والامتلاءات وتتناغم فيها الإيقاعات والريتمات التزيينية، كالتكرار والتعكس والتناوب والتناظر وتتحد فيها الألوان وتتجاوب داخل سلاليم ضوئية هارمونية غاية في متعة الجمال..وجمال المتعة..

بذلك، يصح إدراج زخرفة الجلود وتنميقها بالصحراء ضمن ساحة التصوير الشعبي الفطري باعتباره "مجموعة من الخطوط والألوان والأشكال المرسومة بمواد سهلة وميسرة، الغنية بالرموز والدلالات والتي تختصر تاريخ أمة بما لها من تقاليد وعادات. إنه يعبر عن روح الجماعة ويتماشى مع ذوقها، فن أفرزته الثقافة مع الأيام، يمارسه الناس إبداعا وتذوقا يكون مجهول الهوية والتاريخ أحيانا، لأنه مِلك الجماعة، فن وظيفي غايته إما جمالية بقصد تزيين البيوت والحوانيت والأواني والجسد..وإما دينية بقصد العبادة والتقوى مواضيعه دائما تدور حول السير الشعبية والدين والتاريخ والزخرفة"
فهذه الممارسة الحِرفية ترسم عبر امتدادها التاريخي هوية فئة اجتماعية حسّانية تمتهن صباغة الجلود وتنميقها ضمن سيرورة توارثية متحوّلة تجسد أهمية الإبداع في الحياة.




 Ballali Mohamed
1026043265
تحت إشراف الأستاذ باصير


رقصة أحواش إمجاظ


تقديم :
     تزخر منطقة إمجاظ بثرات شفوي متنوع الذي يعتبر جانبا من الثقافة الأمازيغية المحلية الأصلية ، ونمطا من أنماط الإنسان مع بيئته وهذا التنوع يظهر بتنوع الألوان الثراتية المصحوبة بالحفلات ،الأعياد والمناسبات وفي تناغم تتمازج فيه كل المكونات الثقافية .                                                                                                                                                                 إمجاظ قبيلة تقع  جنوب شرق مدينة تيزنيت تحدها شمالا جماعة  أومنطقة تازروالت وجنوبا إفران الأطلس الصغير التابعة لإقليم كلميم ومن الشرق تحدها كل من  جماعة بوطروش   وإبضر ، وأما غربا فتحدها أيت جرار ، تقدر ساكنتها بحوالي 40000 نسمة هذه القبيلة لازالت محتفظة بموروثها الثقافي الحضاري الذي ورثوه عن أجدادهم ، إنه أحواش وتعني كلمة أحواش الحائط الذي يحيط بالبيت أو البستان ويعني مدلول الكلمة أن أحواش هو إحاطة الراقصين بمكان أحواش الذي يسمى أبراز أو أسراك و أسايس ، ومدلولها في اللغة العربية التوسط و كان يحيل أحواش في الخطاب الفني الأماريغي على الغناء والرقص الجماعي و يستعمل أحواش أثناء الحفلات والمناسبات والأعراس و الولائم والأعياد  وبإعتبار فن أحراش من الثراث الشفوي فأنا  سأتطرق في هذا الموضوع على أحواش نيمجاظ ( الدرست أو أشركاوي وغالبا بالمنطقة هناك من يسميه <أشركاوينسبة إلى المناطق المجاورة للقبيلة وإنطلاقا من هذه التسمية والسؤال المطروح هنا هل هذا النوع من أحواش الذي يسميه البعض بهذه  التسمية أشركاوي موروث ثقافي محلي أم أنه دخيل على هذه القبيلة ؟ .




ahwach2.JPG  
                                                                                                                              

                             هذه الصورة توضح  كيفية أداء محاورة شعرية من طرف شخص يسمى - أنضام -

  أحواش إمجاظ الفريد من نوعه الذي هو جزء كبير من منطقة الأطلس الأطلس الصغير يختلف شيئا ما عن بعض المناطق المجاورة إفران ، تغجيجت ،إدوسملال إغير ملولن وكما هو معلوم أن أحواش كفن ليس هو الرقصة التي نراها في المهرجانات وفي الحفلات الرسمية وفي مراسيم الإستقبالات الرسمية ، أقول ممارسة فن أحواش تقتقتضي طقوسا خاصة بها من مكان الممارسة أبراز ، أو أسايس " وتوقيتها وعناصرها ومراحلها فما نراه إذن في تلك الإحتفالات السالفة الذكر لا يخرج في نظري عن نطاق الفلكلرة والبهريج إن صح التعبير كما تقدم باقي فنون ،عناصر ثقافتنا وثراتنا إلى السائح الأجنبي بما في ذلك من تشويه وإحتقار وتحريف لثراتنا  الثقافي العريق كما أن فن الروايس كذلك ليس هو ما نراه الآن من مسخ و تحريف  ، لهذا فما ينطبق عاى فن أحواش ينطبق كذلك عن فن الروايس بعراقة هذين الفنين .



404032873_small.jpg
 
                                      
هذه الصورة كنمودج للحفاظ على توحد اللباس في هذه الدرست 


 أحواش الدرست أشركاوي) :
                            بمنطقة إمجاظ يرجع أصل كلمة الدرست إلى أمدراس أو أمحوش التي تعني الصاف المتراص وهذا النوع من أحواش الدرست >يؤديه الرجال حيث يجمع فيه الكلمة تانضامت والحركة والنغمة ( اللغى) , ويتم التعبير في هذا الصنف من أحواش بالعبير بالكلمة الموزونة على شكل أبيات ومقاطع شعرية خاصة ، وكذلك التعبير بالصوت والنغمة وكذلك بالحركة ونحسه بالرؤية وخاصة تناغم حركات الأيدي والأرجل وحركات الصفوف من الأمام إلى الخلف وهي التي تجدب عشاق الفن العريق ،  أحواش الدرست غالبا ما نجذ  أمحوش أو أمريس دائما يتوسط فرقة أحواش ويترأسها كما هو ملاحظ في الصورة أعلاه ، وكما تعلمون أن أحواش الدرست بإمجاظ خصوصا وبالأظلس الصغير عموما يؤدى هذا الشكل الفني بشكل جماعي .  بإمجاظ هدا النوع الفريد من أحواش يعتمد بالأساس على الكلمة الشعرىة و النظم -تانظامت - و هو شعر إرتجالي يكون دائما مقترنا بالموسيقى أي أحواش هذه الرقصة الأصيلة الرائعة الخاصة بالمنطقة  تعتمد عاى آلات موسيقية بسيطة مثلا : كانكا الذي هو الطبل و ألون أي البندير عند إكتفاء إمهضرن بهاتين الآلتين بهذه المنطقة فإننا سنقول إنه أحواش نيمجاظ و بالمنطقة هناك من يسميه  <أشركاويلأنه يؤدى على طريقة وطقوس  المناطق المجاورة للقبيلة .وغالبا ما يثير الجماهير هو حضور إنظامن أو الشعراء في أي مناسبة من المناسبات التي يقام فيها أحواش ، مازلت أحتفظ في ذاكرتي بالمعارك الكلامية التي دارت في أحد دواوير المنطقة بين الشاعرين المقتدرين عابد أوطاطا وأبن المنطقة الحسين أبنيران اللذان كانا يفرضان نفسيهما على ميادين أحواش بالمنطقة ، لذا أنوه هذه الفرق الغنائية التي تقوم في مجال المحافظة على هذا التراث الأمازيغي الأصيل حيث نرى في كل مناسبة من المناسبات التي نستمتع فيها بأداء مجموعته وجوها شابة أن لا خوف علي هذا الفن من الإنقراض  .
إن هذا الفن الذي نراه في الإحتفالات والمناسبات الخاصة بالمنطقة لا يدخل في نظري عن نطاق الفلكلرة و التهريج إن صح القول كما تقدم باقي فنون وعناصر ثقافتنا وثراتنا إلى السائح الأجنبي بما في ذلك من تشويه وإحتقار وتحريف لثراتنا الثقافي العريق بما فيه الثرات المادي والشفوي كذلك ليس هو ما نراه الأن أنه تعرض للمسخ و التحريف ، لهذا فما ينطبق على الثراث بشكل عام ينطبق على فن أحواش .  

في الختام هذا الموروث الثقافي بإمجاظ هو فن كثير المعجبين به هذا راجع إلى كونه الرجوع للأصل شرف هاته الفرق الفنية في نظر العديد من الشباب المعاصر إن ضاع هذا الموروث يوما فلا مجال عنه أو تكوينه لأنه يتطلب الكثير أرضا وتاريخا وعنصرا متشبعا بأفكار وأعراف وثقاليد منطقة ما ، لكن مع الأسف والأسف الشديد هدا الجيل المعاصر من أبناء المنطقة يستورد فن جديد لا علاقة له بالثراث إنها حرية ومعاصرة لكن أين العيب هنا ؟ ومايؤسفني أن أبناء المنطقةالذين هاجروا للمدن لايحبون الثراث ويعتبرونه تخلف وليس فنا … رغم هذا كله بصفتي إبن المنطقة لن أستسلم ولو بقيت لوحدي مع هذا الموروث سوف أدافع عنه قدر طاقتي ، وما أتمناه هو التفكير قي كيفية المحافظة على هذا الموروث الذي أصبح مهدد بالزوال بسبب الثقافة المشرقية والغربية . 


بعض الطقوس المرتبطة بالزواج بقصر حارة المرابطين "تنغير"

بعض الطقوس المرتبطة بالزواج  بقصر حارة المرابطين "تنغير"

ID HAMOU  MOHAMED

              ينتمي قصر حارة المرابطين إداريا إلى جماعة تودغى السفلى المحدثة وفق التقسيم الجديد للجماعات سنة 1992 ،الذي قسم " تودغى " إلى ثلاث جماعات  . ويعتبر هدا القصر من أكبر القصور بتودغى عامة بنسبة سكانية تقدر ب 4292 نسمة حسب إحصاء 2004 م ، موزعين على 595 أسرة ،وكلهم قرويون ، يعتمدون على الفلاحة والصناعة التقليدية  والهجرة كمورد اقتصادي .

-Iالزواج و الطقوس المرتبطة به

تتميز منطقة حارة المرابطين على غرار باقي مناطق أقاليم الجنوب الشرقي للمغرب بتقاليد وعادات فريدة من نوعها،تعبر عن قيم أصيلة لها حمولة ثقافية واجتماعية ودينية،ومن بين و أهم هذه العادات الأعراس التي لها خصائص متميزة سواء تعلق الأمر بالمشهد الاحتفالي أو بأنماط السلوك و العادات المتبعة.
     إن أهم ما يميز مرحلة الخطوبة داخل القصر هي أنها غالبا تتم من طرف الأم والأب بدون تدخل الخطبين ، فتتم الخطوبة بزيارة تقوم بها نساء أهل العريس لأهل العروس ، حاملات معهن بعض الهدايا (الحناء ،السكر ، اللحم الملح ،الملابس ) وتجدر الإشارة إلى أن الأم هي التي تتكلف بالرؤية والاختبار ، ومعرفة الطرف الأخر معرفة جيدة ، وغالبا ما تتزوج الفتاة من ابن عمها أو خالها ، عموما من بعض الأقارب بغض النظر عن شخصيته أو أخلاقه ، وأحيانا يتم العقد دون معرفة الفتاة التي لا ترى خطيبها ولا يراها حتى ليلة الزفاف . كما أن هناك مرحلة تسبق العرس وتسمى هده العملية " أفتّالْ " وهي تحضير الكسكس , وكدا تنقية الحبوب " أفْرَانْ " لتحضير الوجبة الرئيسية في العرس التي تدعى" أخْبّاز" .
صورة رقم1: "أخباز"                           

P211110_12

عموما فالعرس "تمغرى" داخل قصر حارة المرابطين تستغرق ثلاثة أيام، خلالها كل من أهل العريس والعروسة كل منهما يقوم بالاحتفال في منزله بشكل متوازي ، ولا يتم الاتصال بينهما إلا في اليوم الأخير .إذن فما هي أهم الممارسات والطقوس التي تميز هده الأيام الثلاثة:
*اليوم الأول : تَخْسَايْتْ
          *اليوم الثاني : إغْمِي
                                       *اليوم الثالث : تَنَكَا
اليوم الأول : يسمى "تَخْسَايْتْ" .هدا الاسم يعني الكرعة ذات الحجم الكبير ، يتم إفراغها من الداخل قبل العرس بأيام ويحتفظ بها لهده المناسبة ، وتشبه الجرة المعنوية من الطين ، يتم ملأها بحبوب النوار مع إضافة قطرات من مياه الساقية . والجدير بالذكر أن هذا الاحتفال يهم أهل العروسة ، حيت يقومون باستضافة نساء القبيلة اللواتي يحرصن على حضور هدا الاحتفال ، وهدا الأخير يتم على شكل حلقة دائرية تتوسط جماعة أخرى حيت تجمع الرقصة والأغنية والموسيقى في قالب واحد متناغم و متماسك مشكلة الأهازيج الأمازيغية التي تعرف باسم " أحِيدوس" وتعبر الرقصات عن مدى فرحة قريبات العروس ، خاصة الأم التي ترتدي أحلى الثياب وأحلى الفضية وتقوم بالطواف على النساء بالبخور" الجاوي " وعندما تنتهي تترك " تَمْبخَرتْ " وسط الدائرة الحلقة ثم تأتي قريبات العروس يحملن على رؤوسهن الصواني مملوءة بمجموعة من مواد التجميل و" تِسْبْنَاي " أي غطاء الرأس إضافة إلى الورود و العطور ،الحناء، القرنفل  وكل ما تدخره الأم من مواد التزيين ، وبعد أن تمتلئ الساحة بالنسوة اللواتي احتشدن لمشاهدة " تَخْسَايْت " ، تقوم أم العروس برمي حبات من اللوز عليهن ومن ثم يرددن أهازيج وزغاريد منها:
ü            أكْزُّرْغْ  أرْبَّي زْكُورِي ...... تْكْتَاغ سدي محمد دَمْزْكَارُو
ü            أتلْخَامت أيْلِي دعُويَاغْ أنْمْسِفِيطْ ....أَكمْ إهْنَّا ربِّي كْتنَّا نْتْكُولاَتْ
وبموازاة مع يوم "تخسايت" عند أهل العروسة فليس هناك أي احتفال رسمي عند أهل العريس باستثناء إطعام الأقرباء والجيران وبعض الأصدقاء.
اليوم الثاني :"إغْمِي" اليوم الذي تجمع فيه النساء من الأم لتخطيب أرجل العروسة بالحناء ،وتحرص الفتيات  على أن لا تفوتهن فرصة أخد قليل من حناء العروس ووضعه, فمن يعتبرون أن أخد نصبيهن من هدا الحناء بمثابة سعد وبداية لتحقيق أمنية الحياة (الزواج)، كما يتم استخدام الخليط الذي وضع داخل الجرة في مشط شعر العروس من طرف قريبة لها, يرددن أشعارا تتماشى وهدا الحدث من بينها .

ü  اربي اتزيزوا غم إتسليت......نغ إطودان ستامامت
ü  أتسليت أتكرامت ......دعوبس إكويان أديدو كْراحت
ü  صَحْت لحناء تمغرانما ........ما ميتكان عميم ديتمام
موازاة مع ذلك فأهل العريس بدورهم يقومون بالاحتفال و يتم عبر مرحلتين:
المرحلة الأولى : "أَكْلِّدْ نْ جَعْلا " بمعنى الأمير الشجاع وهدا الاحتفال يتم بعد صلاة العصر ، أهل العريس على شكل موكب نحو المسجد ويتم من خلاله تردد أهازيج شعبية من بينها
ü       أيَكْليد نْ جَيعلاَ.................سِفْطغَاكن امور

ومعناه ، أيضا الأمير الشجاع أرسل لك نصبيك.
والمميز في هدا الاحتفال أن مجموعة من أقرباء العريس يحملون معهم قصب النخيل لحماية العريس الذي  يعتبر بمثابة أمير ، عند الوصول إلى المسجد يقوم بالشرب من ماء بئر المسجد ، بعد الخروج يقوم برمي حبات اللوز والكركرع والتمر على الموكب ، والجدير بالذكر أن العريس يرتدي جلبابا أبيض وسلهاما والبلغة " إِكُرْبيْنْ " ويتم وضع غصن زيتون فوق رأسه.
مباشرة عند العودة إلى المنزل تبدأ المرحلة الثانية التي تسمى " إِِغِْمِي " حيث يتم تخطيب أطراف العريس بالحناء من طرف أحد أقريبانه ، بالموازاة يقوم الأقرباء والأصدقاء بتقديم الهدايا للعريس ، وبعد الانتهاء من تخطيب أرجل ويدي العريس يتم تكوين دائرة تأتي قريبة من قريبات العريس تحمل على رأسها " تِسْويتْ " يوجد فيها الحناء وبعض حبات اللوز والكركع ، وترقص بها تم تقوم بتقبيل رأس العريس ثلاثة فوق ظهره بعيدا عن المدعوين في هدا اليوم, وبعد هده المرحلتين يتوجه أهل العريس إلى منزل العروسة حاملين معهم حقيبة من الملابس التي اقتنوها للعروسة " وتسمى " إِبْشْكان "أو " الهْدِيت "
اليوم الثالث : تَنَكَا "وهو لفظ يعني الركوب أي يوم ذهاب العروس إلى بيت زوجها وتحمل على ظهر بغل ويركب وراءها على الدابة أحد أقاربها الصغار . حيت أن العروس في هدا اليوم تتزين بأجمل ما عندها من ملابس و حلي وأحلى أدوات التجميل ، حيث تضع على وجهها توبا احمر يسمى" توكايت "(ثوب احمر ) للتعبير عن الحشمة وعلى رأسها
تضع شْبِيْتْ " وعلى جبهتها " تبوقست لحرير " أما المجوهرات فتتمثل في" تَشَاغوشت " و" القَرْدُونْ " على عنقها و" الرْدِي " ثم حداء يدعى " تكوربيين"                  
   نجد أن الموكب يترأسه ايت "العَامْتْ " وهم فرقة فلكلورية تضم أهم رجال المنطقة في فن " أحدوس " يلبسون زي تقليدي موحد ، عبارة عن جلابيب بيضاء وسلهام وبلغة " إكُورْبِينْ " ويتوجهون إلى منزل العروسة مرددين أهازيج مثل :
ü     أَسَكْدَ تْدُوغْ أربي زْكُورَاغْ.......أوَا كْسْ أَسْنَّان إوْبريد دَاس أُطَار
ü     فْكِيغك أيَطَار إينُو إوْبريدْ أَخَتار....إسل ربي مايد إتْكتيبن غيفي
ü     سْكمايْد نْمزي أيْداغ تْبوبيت .....أَليكْ خَتَرغ يِوِيَاغ وَدَّريإء أس ورياد اتوفيت
والجدير بالذكر أن العروسة تأخذ في جولة داخل القصر إلى  " لآلة العتبة " حيث تضربها بسيف ضربة واحدة ، ويعود بها إلى منزل عريسها بعد الطواف ثلاثة مرات بالمسجد وغالبا في الثلث الأخير من الليل .
صورة رقم 2 :  لباس العريسين






Photo 357

خاتمة:

       نستخلص ادن مما سبق بأن المجتمع الحاروي، مازال يحافظ على  تقاليده العريقة التي تميزه على باقي المناطق المجاورة.

-من انجازالطالب: محمد ادهمو Id hamou  Mohamed

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Powered by Blogger