تعريف بمنطقة تدسي
هذه الواحة المستظلة تحت سلسلة جبال الأطلس الصغير، في الجهة الشرقية لقبيلة إداومنو ومركز إيمي مقورن، والواقعة بتراب قبيلة إيسندالن، والتابعة إداريا لاقليم تارودانت، هذه الواحة المنسية هناك، هي مهد الدولة السعدية، ومنطلق عهدها وحضارتها، ولتقريب المستطلع الكريم من هذا الحدث التاريخي العظيم، نفسح المجال لمؤرخ المغرب الكبير الأستاذ المختار السوسي ليوضح لنا كيف حدث ذلك حيث قال
كان الفقهاء السوسيون الجزوليون أول من أقام عماد الدولة السعدية حوالي سنة 918هـ، فنجحوا في عملهم نجاحا باهرا، حيث بويعت هذه الدولة بين أظهرهم في تيدسي قرب أم الجريد فوق قبيلة هوارة حوالي تارودانت، أما تيدسي التي هي وطنهم الأصلي فإنها تقع في درعة، وأنهم أول من رفع رايتها وسار في ركابها، وسبب قيامهم لنصرتها هو حاجتهم الى من يقودهم لطرد البرتغاليين من السواحل المغربية، فالتجؤوا الى العلامة الصالح سيدي امحمد بن مبارك الأقاوي المعتقد عنهم كثيرا، فأشار عليهم لوالد ابي العباس الأعرج وامحمد الشيخ الأول وهو محمد القائم بأمر الله بن عبدالرحمن بن علي بن مخلوف بتاكمامارت بدرعة، وتكون منهم في ظل هذه الدولة رجال يربو عددهم عن الحصر، منهم على سبيل المثال
موسى بن مخلوف الكنسوسي : العلامة الذي ولى المظالم للسلطان عبدالله الغالب السعدي
عبدالعزيز بن سعيد المزوار : الوزير الخطير للسلطان احمد المنصور السغدي والمعروف بولد مولاة الناس المولود بتارودانت سنة 956هـ والمعروف بالقائد عزوز صاحب جبل درن لأنه كان واليا عليه، وبيت اسرته فيه عريق لأنهم من ذرية القائد مسعود بن واسكار قائد جيش الناصر الموحدي في غزوة العقاب بالأندلس، وكان بخزانته 50000 مجلدا
أبو الحسن علي بن سليمان التملي : والي مظالم السلطان احمد المنصور السعدي وقبله السلطان عبدالله الغالب بالله السعدي
محمد بن علي الهوزالي : المعروف بالنابغة أحد كتاب السلطان احمد المنصور السعدي وشعراء بلاطه
محمد بن يعقوب الايسي : العلامة الديب شيخ الكتاب الذي يرجعون اليه
احمد بن يحيى الهزوالي : الأديب الكبير قائد قواد السلطان محمد المأمون بن المنصور السعدي
وفي رسائل السلطان احمد المنصور السعدي الى أولاده كما في رسائل ولده السلطان زيدان بن المنصور السعدي ما يؤكد أن هذه الدولة تعتمد على السوسيين وتغرف لهم الوفاء والاخلاص.
و تتميز واحة تدسي بتوفرها على أشجار الخروب و أشجار الزيتون و كمية لا يستهان بها من أشجار النخيل ، بالإضافة إلى قابلية أرض هذه المنطقة لزراعة عدة أنواع من الأشجار الأخرى ، و للإشارة فنوعية الأرض جميلة جدا و ذات انتاجية جيدة .
و لا يمكن لأي زائر لهذه المنطقة أن يغفل كمية الماء التي تتوفر عليها المنطقة ، فهناك ما يزيد على ثلاث عيون مائية جارية ليل نهار ، و هناك عيون أخرى مسدودة إن صح التعبير بسبب تهاطل الأمطار مما أدى إلى انسدادها بواسطة انجراف التربة مما حال دون استمرارها في الجريان .
تقدر ساكنة تدسي بحولي 1200 فرد.
1 التعليقات:
جميل جدا.
إرسال تعليق