تقديم :
تزخر منطقة إمجاظ بثرات شفوي متنوع الذي يعتبر جانبا من الثقافة الأمازيغية المحلية الأصلية ، ونمطا من أنماط الإنسان مع بيئته وهذا التنوع يظهر بتنوع الألوان الثراتية المصحوبة بالحفلات ،الأعياد والمناسبات وفي تناغم تتمازج فيه كل المكونات الثقافية . إمجاظ قبيلة تقع جنوب شرق مدينة تيزنيت تحدها شمالا جماعة أومنطقة تازروالت وجنوبا إفران الأطلس الصغير التابعة لإقليم كلميم ومن الشرق تحدها كل من جماعة بوطروش وإبضر ، وأما غربا فتحدها أيت جرار ، تقدر ساكنتها بحوالي 40000 نسمة . هذه القبيلة لازالت محتفظة بموروثها الثقافي الحضاري الذي ورثوه عن أجدادهم ، إنه أحواش وتعني كلمة أحواش الحائط الذي يحيط بالبيت أو البستان ويعني مدلول الكلمة أن أحواش هو إحاطة الراقصين بمكان أحواش الذي يسمى أبراز أو أسراك و أسايس ، ومدلولها في اللغة العربية التوسط و كان يحيل أحواش في الخطاب الفني الأماريغي على الغناء والرقص الجماعي و يستعمل أحواش أثناء الحفلات والمناسبات والأعراس و الولائم والأعياد وبإعتبار فن أحراش من الثراث الشفوي فأنا سأتطرق في هذا الموضوع على أحواش نيمجاظ ( الدرست أو أشركاوي ) وغالبا بالمنطقة هناك من يسميه <أشركاوي> نسبة إلى المناطق المجاورة للقبيلة وإنطلاقا من هذه التسمية والسؤال المطروح هنا هل هذا النوع من أحواش الذي يسميه البعض بهذه التسمية أشركاوي موروث ثقافي محلي أم أنه دخيل على هذه القبيلة ؟ .
هذه الصورة توضح كيفية أداء محاورة شعرية من طرف شخص يسمى - أنضام -
أحواش إمجاظ الفريد من نوعه الذي هو جزء كبير من منطقة الأطلس الأطلس الصغير يختلف شيئا ما عن بعض المناطق المجاورة إفران ، تغجيجت ،إدوسملال إغير ملولن . وكما هو معلوم أن أحواش كفن ليس هو الرقصة التي نراها في المهرجانات وفي الحفلات الرسمية وفي مراسيم الإستقبالات الرسمية ، أقول ممارسة فن أحواش تقتقتضي طقوسا خاصة بها من مكان الممارسة " أبراز ، أو أسايس " وتوقيتها وعناصرها ومراحلها . فما نراه إذن في تلك الإحتفالات السالفة الذكر لا يخرج في نظري عن نطاق الفلكلرة والبهريج إن صح التعبير كما تقدم باقي فنون ،عناصر ثقافتنا وثراتنا إلى السائح الأجنبي بما في ذلك من تشويه وإحتقار وتحريف لثراتنا الثقافي العريق كما أن فن الروايس كذلك ليس هو ما نراه الآن من مسخ و تحريف ، لهذا فما ينطبق عاى فن أحواش ينطبق كذلك عن فن الروايس بعراقة هذين الفنين .
هذه الصورة كنمودج للحفاظ على توحد اللباس في هذه الدرست
أحواش الدرست ( أشركاوي) :
بمنطقة إمجاظ يرجع أصل كلمة الدرست إلى أمدراس أو أمحوش التي تعني الصاف المتراص وهذا النوع من أحواش < الدرست >يؤديه الرجال حيث يجمع فيه الكلمة تانضامت والحركة والنغمة ( اللغى) , ويتم التعبير في هذا الصنف من أحواش بالعبير بالكلمة الموزونة على شكل أبيات ومقاطع شعرية خاصة ، وكذلك التعبير بالصوت والنغمة وكذلك بالحركة ونحسه بالرؤية وخاصة تناغم حركات الأيدي والأرجل وحركات الصفوف من الأمام إلى الخلف وهي التي تجدب عشاق الفن العريق ، أحواش الدرست غالبا ما نجذ أمحوش أو أمريس دائما يتوسط فرقة أحواش ويترأسها كما هو ملاحظ في الصورة أعلاه ، وكما تعلمون أن أحواش الدرست بإمجاظ خصوصا وبالأظلس الصغير عموما يؤدى هذا الشكل الفني بشكل جماعي . بإمجاظ هدا النوع الفريد من أحواش يعتمد بالأساس على الكلمة الشعرىة و النظم -تانظامت - و هو شعر إرتجالي يكون دائما مقترنا بالموسيقى أي أحواش هذه الرقصة الأصيلة الرائعة الخاصة بالمنطقة تعتمد عاى آلات موسيقية بسيطة مثلا : كانكا الذي هو الطبل و ألون أي البندير عند إكتفاء إمهضرن بهاتين الآلتين بهذه المنطقة فإننا سنقول إنه أحواش نيمجاظ و بالمنطقة هناك من يسميه <أشركاوي> لأنه يؤدى على طريقة وطقوس المناطق المجاورة للقبيلة .وغالبا ما يثير الجماهير هو حضور إنظامن أو الشعراء في أي مناسبة من المناسبات التي يقام فيها أحواش ، مازلت أحتفظ في ذاكرتي بالمعارك الكلامية التي دارت في أحد دواوير المنطقة بين الشاعرين المقتدرين عابد أوطاطا وأبن المنطقة الحسين أبنيران اللذان كانا يفرضان نفسيهما على ميادين أحواش بالمنطقة ، لذا أنوه هذه الفرق الغنائية التي تقوم في مجال المحافظة على هذا التراث الأمازيغي الأصيل حيث نرى في كل مناسبة من المناسبات التي نستمتع فيها بأداء مجموعته وجوها شابة أن لا خوف علي هذا الفن من الإنقراض .
إن هذا الفن الذي نراه في الإحتفالات والمناسبات الخاصة بالمنطقة لا يدخل في نظري عن نطاق الفلكلرة و التهريج إن صح القول كما تقدم باقي فنون وعناصر ثقافتنا وثراتنا إلى السائح الأجنبي بما في ذلك من تشويه وإحتقار وتحريف لثراتنا الثقافي العريق بما فيه الثرات المادي والشفوي كذلك ليس هو ما نراه الأن أنه تعرض للمسخ و التحريف ، لهذا فما ينطبق على الثراث بشكل عام ينطبق على فن أحواش .
في الختام هذا الموروث الثقافي بإمجاظ هو فن كثير المعجبين به هذا راجع إلى كونه الرجوع للأصل شرف هاته الفرق الفنية في نظر العديد من الشباب المعاصر إن ضاع هذا الموروث يوما فلا مجال عنه أو تكوينه لأنه يتطلب الكثير أرضا وتاريخا وعنصرا متشبعا بأفكار وأعراف وثقاليد منطقة ما ، لكن مع الأسف والأسف الشديد هدا الجيل المعاصر من أبناء المنطقة يستورد فن جديد لا علاقة له بالثراث إنها حرية ومعاصرة لكن أين العيب هنا ؟ ومايؤسفني أن أبناء المنطقةالذين هاجروا للمدن لايحبون الثراث ويعتبرونه تخلف وليس فنا … رغم هذا كله بصفتي إبن المنطقة لن أستسلم ولو بقيت لوحدي مع هذا الموروث سوف أدافع عنه قدر طاقتي ، وما أتمناه هو التفكير قي كيفية المحافظة على هذا الموروث الذي أصبح مهدد بالزوال بسبب الثقافة المشرقية والغربية .
0 التعليقات:
إرسال تعليق