مدونة التراث أكادير : افتتاح الموقع الرسمي انتظروا منا الأفظل والأجمل والأرقى إنشاء الله www.igoudar-ibnouzohr.ma(مع تحياتي المشرف العام عبد الغني أيت الفقير)

راديو إيكودار24ساعة 7 أيام

راديو إيكودار()() تحية طيبة لكل متتبعي راديو إيكودار الأربعاء 06 نونبر2013 سنة هجرية سعيدة وتحية طيبة من الطاقم التقني لراديو إيكودار

السبت، 19 مايو 2012

تغجيجت : الموقع و المعطيات الطبيعية و البشرية


تغجيجت : الموقع و المعطيات الطبيعية و البشرية (*):


 -1  الموقع

   تحتل واحة تغجيجت موقعا متميزا ضمن شريط الواحات المغربية الواقعة بين درعة السفلى جنوبا، و مرتفعات الأطلس الصغير شمالا، و تحديدا في منقطة باني الغربية، و تحدها طبيعيا: فيجات كلميم و بويزكارن في الجنوب الغربي،و فيجات فم الحصن و إشت في الجنوب الشرقي،و فيجات أداي في الشمال، و أسا في الجنوب . و تندرج هذه الواحة ضمن واحات حوض واد صياد، و استنادا إلى الإحداثيات الجغرافية تقع بين خطي العرض 9° و 9.49°غربا و بين خطي الطول28.5° و 29.3شمالا. إداريا، الواحة تابعة لجهة كلميم ـ السمارة ، إقليم كلميم: و هي جماعة قروية ضمن نفوذ دائرة بويزكارن التي تبعد عنها بحوالي 45 كيلومترا، يحدها في الشمال الشرقي الجماعة القروية أداي أيت حربيل، و في الشمال الغربي الجماعة القروية إفران الأطلس الصغير، و في الجنوب إقليم أسا ـ الزاك، و في الغرب الجماعة القروية لفاصك، و في الشرق إقليم طاطا. تعتبر الواحة من المراكز الأولى في الجنوب المغربي التي احتضنت قيادات منذ الفترة الاستعمارية (1932ـ 1933 م.)


-2المعطيات الطبيعية

تغطي الجماعة مساحة تصل إلى حوالي 1385 كيلومتر مربع، و تتميز التضاريس في هذا الوسط الواسع بالتنوع ،من جبال تتخذ شكل أعراف و تلال أهمها كتلة الأطلس الصغير القديمة التي تطل على الواحة من الشمال الشرقي، إضافة إلى مجموعة من الأعراف التي تشكل جزءا من سلسلة جبال باني و تشرف على عدة منخفضات مفتــوحة و أخرى مغلقة كعرف اماوون amawone و عـرف مايتmayte و عرف أدرار إرمان adrar iramane . و تنتصب هذه الجبال لتشكل حواجز طبيعية أمام الرياح الصحراوية، مما جعل الواحة في منأى عن زحف الرمال. أما المنخفضات فتمتد على جزء كبير من تراب الجماعة و من أهمها منخفض" أروالن arwalan" لا تتعمق فيه المياه مما أهله ليكون موضعا يستغل للزراعة و يقع قرب " تيدالت taydalte " وهو معروف بتسمية"معدر أروالن"ومنخفض"تزمي tizimi"و"أزوليف azolife ويتميزان بجفافهما،ومنخفض " مايت mayte" و هو شاسع يمتد طوليا لينتهي عند واحة "تركامايت targa mayte "، و منخفض تغجيجت ـ تكموت يمتد من الخانق إلى" قصبة ادموسى" .و تمتد واحة النخيل وبساتينها على جزء هام منه، هذا بالإضافة إلى بعض المنخفضات الصغرى كمنخفض " معدرأوكليد باداولكــــــــان - تينزرت" و منخفض " الكسور". أما المناخ فيعرف تأثيرات المناخ الصحراوي، فهو حار صيفا بارد شتاءا و هذا ما يفسر قلة التساقطات حيث يصل معدلها إلى ما دون المائة مليمتر سنويا و في المقابل يستمر الجفاف طيلة شهور السنة ، و ارتفاع الحرارة خاصة في فصل الصيف حيث تصل إلى الأربعين درجة و مما يؤجج ارتفاعها هبوب رياح "الشركي" التي تهب من الجنوب و الشمال الشرقي من الصحـــــــراء. إن هذا المناخ يؤثر على الشبكة الهيدروغرافية التي تتلون بالطابع الموسمي فالمنطقة تخترقها الكثير من الأودية المؤقتة الجريان ومن أهمها" واد صياد "الذي يخترق واحة تغجيجت ليصب في واد نون ثم المحيط ، و رغم إرتباط هذه الأودية بموسم الأمطار فإن المنطقة تتميز بغنى فرشتها المائية فهي تحتضن خزانات مائية يتم صرفها عبر العيون التي تغذي الواحات و هذا يعود إلى إنتماء المنطقة إلى الدرع الإفريقي القديم ذي الصخور غير النافدة . أما الغطاء النباتي فيتأقلم مع طبيعية المناخ و يتميز بوجود نباتات شوكية قصيرة متفرقة كالأركان الذي عرف تقلصا كبيرا في مساحاته و الطلح و السدرة و الدغموس "الزقوم" التي تنتشر في المرتفعات هذا إضافة إلى بعض النباتات العشبية التي تستعمل كدواء كالزعتر و الشيح و اليوم بدأت هذه الأصناف النباتية تتراجع و تختفي مما يؤثر سلبا على البيئة. و تبقى واحة تغجيجت و الواحات الصغيرة التابعة لها "كتينزرت" و "تكموت"و "تركا مايت" مجالا حيويا لأشجار النخيل يغني البيئة ويثريـــــــــــــــــــــــــها

 -3المعطيات البشرية

يبلغ عدد سكان تغجيجت حسب إحصاء 2004 ما يقارب: 11206 نسمة، و تختلف إثنياتهم، فرغم أنهم اليوم يندرجون تحت لواء قبيلة أيت إبراهيم الثكنية الصحراوية، فالباحثون صنفوهم إلى ثلاثــــــة أصنــــــــــــــــــاف:
§  أيت إبراهيم الأصليون و هم المنحدر ون من أبناء إبراهيم الجد المعياري للقبيلة و هم: تمو، منصور ، لحسن و سعيد.
§  أيت إبراهيم بالاسم ، و هم من أصول متنوعة، إد بوجديد من أيت بوهو، إدبودي من أيت زكري، إمازيغن و يقال أنهم الأصليون بالمنطقة يقطنون دوار بوموسى، إدبلاهمو  و إدهران من أيت حماد، إداولكان و هم فرع  من أزوافيض، إدبونايدوم من أيت مسعود، إدليتوس من آسا، أيت و حمان و هم من إدوبلال من طاطا، ذو البشرة السمراء و أصلهم  حسب "مونطي" من اتيوبية، إكرامن و الشرفاء من المرابطين...
§  أيت إبراهيم بالإنضمام و هم الذين كانت القبيلة تحميهم كالأنصاص  " أيت بوهو" بواحة تكليت، "ادبوعشرة " بواحة تيدالت،  " أيت زكري "بالبرج " و هم أبناء إخوان إبراهيم ، أيت لكسور ، أيت حربيل ...
يشتغل غالبية السكان في الفلاحة، رغم إن السنوات الأخيرة عرفت تقلصا في العاملين بهذا القطاع؛و هي فلاحة معيشية ترتبط بمجالين : مجال سقوي في الواحة و مجال بوري في المنخفضات يعتمد على مياه الفيض التي تعتبر الضمان الوحيد لموسم فلاحي جيد، و المساحات المسقية تعتمد في ريها على عيون المياه و الآبار. و من أهم المزروعات : الشعير ، القمح، الذرة، أما المغروسان فتتمثل أساسا في النخيل فتغجيجت هي اكبر واحة في كلميم   70.000 نخلة. ويأتي قطاع تربية المواشي في المرتبة الثانية ضمن إهتمام سكان المنطقة و لعل الأرقام تشير إلى ذلك   ( الماعز :22857 رأس، الغنم 7753 رأس ...)
أما ممارسة النشاط التجاري فيرتبط بمركز تغجيجت حيث ينعقد سوق أسبوعي كل يوم خميس إضافة إلى موسمين تجاريين موسم أكادير مقورن في شهر غشت و موسم التمور في شهر أكتــــوبر..




* العمارة العسكرية : تكمي أوكليد ـ دار السلطان*



"تيكمي أو كليد" كما تعرف في المنطقة، معلمة تاريخية شاهدة على قوة مشيديها و على عمق تفكيرهم العمراني و أصالته، تعتبر تحديا كبيرا في وسط إتسم بالقساوة، إنتصبت لقرون خلت على قمة جبلية وعرة المسالك تطل على كل الأراضي المنخفضة في مختلف الجهات، تطرح أسئلة محيرة و هي من الألغاز التي يستعصي فك رموزها، رغم ذلك نبش الكثيرون في ذاكرتها، لعلهم يحصلون على أجوبة شافية لما يطرح حولها من تساؤلات. و نستغلها اليوم فرصة للبحث في كل هذا الركام عن الحقيقة أو عن خيوط توصلنا إليها و نطرح تساؤلات: من شيد هذه المعلمة.؟ و لأي غرض شيدت؟ و ما هي خصائصها العمرانية؟ و هل يشكل تصميمها إستثناء في تاريخ المعماري المحلي؟
لقد اعتمدت الكثير من الدراسات في جوابها على بعض من هذه التساؤلات على الرواية الشفوية وعلى التحريات الميدانية للدكتور"دغكسي"و"تيراس"خلال العشرينيات من القرن الماضي و التي ربطت قلعة تغجيجت "تيكمي أوكليد"بالعهد المرابطي، خاصة في فترة حكم علي بن تاشفين التي عرفت بناء القلاع و التحصينات الدفاعية للوقوف في وجه الهجمات الموحدية. و عمدت المعلمة  - موسوعة معلمة المغرب الأقصى- إلى ربط  علاقة وثيقة بين مؤسس نواة قبيلة أيت إبراهيم  و القلعة، تزكيه قدرته على بلورة نواة القبيلة عبر ممارسة عسكرية و هذا ما لا تكذبه الرواية الشفوية. و يؤكد د.مصطفى ناعيمي هذه الحقيقة فيقول: "أكدت لنا دراسة الطبيب "دغكسي"الميدانية أننا بصدد معلمة أثرية مرابطية"و يؤكد أن اسمها إرتبط بالسلطان الصنهاجي، مما يؤشر على تمركز (إزناكن) الصنهاجيين بتغجيجت،. و يتعزز هذا الاتجاه أيضا بما أوردته "جاك موني Jacques Meunie " حيث تربط هذه القلعة أو هذا الحصن بالعصر المرابطي (3) و في المقابل، نعثر على رأي يخالف توجه هذه الدراسات و ينسب هذه المعلمـــــــــة إلى العصـــر
الموحدي،وهو عبارة عن الخلاصات والإستنتاجات الأولية لحفريات يقوم بها فريق مغربي إسباني فرنسي في علوم الآثار و التراث على امتدادا وادنون والتي نشرت على شكل مقالات في مجموعة من الصحف الوطنية: ففي قصاصة لوكالة المغرب العربي للأنباء، إشارة إلى أن "تيكمي اوكليد" أي دار السلطان قصبة موحدية تطل على واحة تغجيجت  و هذا ما صرح به المسؤول عن الفريق العلمي الأثري، و في مقال آخر لجريدة الاتحاد الاشتراكي :"…. في حين تحمل طريقة بناء دار السلطان بتغجيجت و هيكل بابها الرئيسي الذي يشبه باب الرواح بالرباط إلى الاعتقاد بأنها تعود إلى فترة الموحدين" .
هذا الرأي الأخير تزكيه بعض المعطيات التاريخية والتي أشرنا إليها سالفا و المرتبطة بالمد الموحدي و وصولهم إلى المنطقة و استقرارهم بها لزمن طويل وإنتدبهم لعامل هو منصور بن عدي البرقوقي  عامل يعقوب المنصور الموحدي. و هذا يرجح فرضية استيلائهم على القلعة       و إجرائهم لتغييرات و تعديلات في تصميمها و هندستها على غرار ما فعلوا بالكثير من المنشأت العمرانية بالمغرب،و هذا ما سأحاول اكتشافه لاحقا بعقد مقارنة بين باب  "تيكمي أوكليد"  و باب الرواح ألموحدي بالرباط.


- التسمية و الموقع:

تعددت تسميات و نعوت هذه القصبة: " القصر البرتغالي" أكادير إزناكنمخرن غلال صنهاجة. " تيكمي اوكليددار السلطان و هي التسمية الأكثر تداولا؛ توجد على إرتفاع كيلومتر على قمة جبلية" ساراس"sarase المطل على واحة تغجيجت في الشمال الشرقي، و القمة عبارة عن جرف صخري منيع يطل على الجنوب و الشرق و الشمال و على منحدر غربا. و تنتمي هذه القمة الصخرية إلى كتلة جبلية تسمى"  توريرت نلحسن"  على الخرائط الجغرافية القديمة .
لقد وصف لنا "ريكارد بروسيبر"  في أواخر الثلاثينيات من القرن الماضي الموضع الذي تحتله قلعة تيكمي اوكليدو نجد أن هذا الوصف الدقيق هو الأنسب للتقديم : أولا ؛ لقيمته التاريخية   و ثانيا؛ لدقته و بعده عن التفاصيل المملة. يقول بروسيير:..المرتفع يتشكل من ممر صعب التسلق في الجانب المقابل للفتحة التي يجري فيها واد صياد، تستغرق الرحلة إلى الأعلى أكثر من ساعة لكن تمكن من اكتشاف  ـ كما من طائرة ـ جميع المنخفضات المحيطة و التي  تفصل الكتل الجبلية على طول حدود مائلة حادة، في الجنوب الغربي مجموع نخيل تغجيجت، و في الجنوب الشرقي يمتد " معدر ادولكان" ، و في اتجاه الشمال الشرقي أيت حربيل في سهل" أسيف خيبر" ، و أخيرا إلى الشمال بلدة أيت إبراهيم . و علاوة على ذلك في جميع الجوانب لاشيء يحجب للعين، و لا اثر للحياة، يمكن أن تقول أنه يشبه منظر سطح القمر، فالمساحة الشاسعة و السكون جد مؤثرين.(1)


.1-Ricard : une Forteresse Maghrébine de l’Anti – ATLAS (XII siècle) p : 1-6 –1937.  (1)






  -وصــف القلعـــــة

تنصب القلعة بمفردها و على مساحة كبيرة، على هذه القمة الخالية. تتخذ الشكل الرباعي الأضلاع الذي يسد أفق السماء  مساحتها الإجمالية:1.268.797  تقريبا، يحيط بها سور عظيم، يقوم على منحدرات تضاعف من علوه، مما يجعله صعب التسلق. تنفتح القلعة على العالم الخارجي عبر باب ضخم فريد من نوعه في المنطقة الجنوبية برمتها يشرف على واحة النخيل بتغجيجت غربا، و عبر بوابة أخرى هي البوابة الخلفية تنفتح على ممر طويل و واسع في اتجاه الشرق، يشرف علـى مجمل منخفضات إدولكان،و أيت حربيل، و منبسط أماوون و يمــــــــكن من مراقبة كل تحرك فيها، و في الداخل ركامات الحجارة و بقايا جدران تكاد تستوي مع سطح الأرض.
سنتحدث في هذا البحث عن الباب الرئيسي للقلعة و بابها الخلفي و سنركز أكثر على الباب الرئيسي نظرا لأهميته المعمارية و لهندسته الفريدة، فهو يتموقع في مقدمة بناء ضخم جدا محكم الهندسة يتوسط الضلع الغربي من القلعة و هو الجزء الذي يظهر أكثر صمودا كأن السنون لم تمسه بشيء الباب مؤطر ببرجين مستطيلين و بارزين و يربطهما في الزاويا من الأعلى إلى الأسفل عمودان منصوبان على حوامل تنتهيان في الأعلى بتشكيل زخرفي متدرج بين العمودين يبرز الإطار العام للباب بركيزتين داعمتين مجتمعتين من الأعلى بشريط أفقي يتوج الكل. و لقد أشار :RICARD.P إلى وجود نافدة صغيرة في وسطه  وهي مغلقة، و اليوم و بعد سقوط جزء من هذا الإطار (الجزء العلوي) يظهر أن هذه النافدة كانت للزخرفة و ليست حقيقية. و بتقلص خفيف يبرز إطار آخر ضيق عن الأول ، و فيه قوس الباب المزدوج تزينه قويسات أو عقد،باستثناء البرجين وعرضه 9m و مقاييس القوس الذي يضم العقد فهي 65cm  ، أما القوس الثاني الموجود أعلى الأول فهي40cm .و بالنسبة للقويسات أو العقد فيبلغ عددها 13 تقريبا و مقايسها 50cm في كل واحدة ، و أما كسوة الباب فكانت من الحجارة المنجورة المتناسقة و التي ساهمت في تشكيله الزخرفي . و الواجهة اليوم مركبة من أحجار غير منقوشة لكنها وضعت بتصميم دقيق لتسمح لزخرفة منظمة و دقيقة، أما لبنات القويسات المتحدي المركز و المتوسطي السمك و الميل فهي مجال للنقش. أما تشكيل العقد (القويسات) فقد تم بطريقة محكمة فكل عقدة تتشكل بين قطعتين من الحجر المنجور مستطيل الشكل و متساوية في الطول تمتدان من القوس الخارجي إلى القوس الداخلي على شكل عقدة. و تشكيل الحجارة في القوسين يتخذ شكلا عموديا مائلا و يخالف تشكيلها في الواجهة و الذي وضعت فيه بشكل أفقي، و مواد البناء كلها من الصخور الجيدة الممتازة.
إن عثورنا على بقايا زخرفة بالباب يوحي بأنه كان مطليا بطلاء كان إطارا لهذه الزخرفة وهو على الأرجح من الجبص أو الجير لأنه يدوم أكثر و يتحمل تقلبات الجو، وشكل هذه النقوش أقرب إلى سعف النخل وهي أشبه حسب ملاحظة P.RICARD ببعض النقـــــوش  التي تستعمل في المغرب و الأندلس. ومن الباب إلى الأمام تمتد بقايا جدار يشكل مستطيلا بمقاييس   14.60 ×9 م تكاد اليوم أن تختفي. و بدايته من قدمي البرجين ليشكل زاويتين قائمتين مع نهايتي الباب يمينا وشمالا و نهايته بالسور الأمامي الذي لم يبق منه اليوم إلا الأســاس و الذي كان يخفي الواجهــة البارزة اليــوم.
لا تقل التهيئة الداخلية للباب الرئيسي أهمية من التناسق البادي للعيان في الخارج فمن المدخل يمتد الفناء الذي يظهر كبهو يتخذ شكلا مستطيلا ( 3.05mعلى 1.76m) يبدو انه كان خاصا لحركة المصراعين، مصرعي الباب لإغلاقه و فتحه ـ حسب ملاحظة P.RICARD ـ و اليوم لا وجود لأثر هذين المصراعين، والبهو مغطى من الأعلى على شكل قبة محفرة أو نصف أسطوانية،و فيه بوابتان واحدة في اليمين والثانية في الشمال. تسمحان بولوج درج يمكن من الصعود للوصول إلى السطح الذي يسيطر على كل المبنى، و من المحتمل جدا أن هذا الدرج كان يوصل إلى برجي المراقبة المجاورين للمدخل و في نفس الوقت يؤدي و عبر ممر على السور العريض إلى البرج المطل على المنحدر في الجهة الشمالية الغربية.و البعيد عن المدخل ب43m. أما الثاني فينفتح مباشرة على السور العريض السمك مما يسمح للحراس بالتنقل عبر هذا الممر للوصول إلى البرج الذي يطل على الوادي؛ واد صياد في الجهة الجنوبية الشرقية والذي يبعد عن الباب الرئيسي ب : 45m هذه الدقة في التصميم و هذه البراعة في البناء يندر في المنطقة بأسرها.
و من الفناء نلج إلى غرفة ذات أربعة زوايا يبلغ طولها 5.60m و عرضها 3.70m مغطاة بقبو نصف اسطوانية و على محور المدخل الرئيسي تصطدم بباب خادع بقوس و هو و لا شك من بين العقبات التي تمنع المهاجمين من ولوج القلعة و هو يجوف الجدار المقابل للمدخل. و تنفتح هذه الغرفة يمينا و يسارا وعبر أبواب مقوسة بنفس المقاييس تعادل مقاييس الباب الرئيسي تقريبا على غرفتين جانبيتين تغطيهما قبتان مختلفتان : اليسرى قبة حادة ذات ضلوع تتفرع من المركز بقمة القبة لترتكز على جوفات مقبوة .
أما الثانية فبقبة اسطوانية، ولهتين الغرفتين نفس المقاييس تقريباm 3.75 طولا و 3.70mعرضا. وفيهما أيضا بابان كاذبان على غرار الغرفة الرئيسية المقابلة للمدخل. فالغرفة التي على اليسار تبدو مغلقة في الجهات الثلاث رغم أنها تنفتح على القلعة عبر بوابة صغيرة فــــي باب كاذب جوف في الجــدار الداخـــــلي . أما الغرفـــة التــي على اليميــن فهي المدخل الحقيقي للقلعة و يتم عبر بابين مقوسين  يشبهان تماما المدخل الرئيسي و أعتقد أن القاعــــة لها بهو يشبه تماما الباب الرئيسي و ربما في القديم كان هذا الباب الضخم يفتح و يغلق أمــام الداخلين  و الخارجين من القلعة وإليها.و هذا البهو تغطيه قبة إشعاعية ذات ضلوع مثل الموجودة في الغرفة التي أشرنا إليها سابقا.و رغم أن العوامل الجوية نالت كثيرا من البناء الخارجي فإنني أسجل صمود التهيئة الداخلية للباب الرئيسي بمختلف غرفها و أبوابـــها الحقيقـــــة  والكاذبة. أما المصاعد (الدرج ) فقد عانت  وقاست كثيرا فهي مسندة بركام و مع ذلك بقيت سليمة في الأسفل. كما بقيت القبب و الممرات سالمة نوعا ما. إختفت اليوم جل معالم التصميم الداخلي للقلعة أمام الخراب الهائل الذي أصابها و يمكن تقسيمها إلى جزأين جزء سفلي و هو الأقرب إلى المدخل الرئيسي و يمتد إلى وسطها، في هذا الجزء لا نرى إلا أنقاضا و ركامات من الحجارة تعيق الحركة و تشكل عائقا لإيجاد تصميم واضح في الوسط ترى بقايا بناء مشيد على شكل مستطيل به أجزاء غرف متساوية المقاييس و حسب P.RICARD فإنها توحي بوجود مخزن غلال لكنها في الحقيقة تبتعد كثيرا عن التصميم المعروف للمخازن الجماعية الأمازيغية كما هو معروف في المنطقة. و من هنا و هناك نلاحظ آثار مساكن لكن الخراب الذي أصباها لم يمكننا من الوصول إلى تصميم واضح لها. أما المواد المستعملة فلا شك أنها الحجارة رغم عثورنا على بقايا جدار بالطوب المحلي قاعدته من الأحجار؛ وهو الوحيد بالقلعة في الزاوية اليسرى منها قريبا من السور الخارجي . وقرب المدخل الرئيسي للقلعة شيدت خزانات للمياه عددها ثلاثة تبلغ مساحتها الإجمالية 179.90 تقريبا، عبارة عن ثلاثة غرف محفورة في باطن الأرض و مشيدة بشكل متقن باستعمال الحجارة و الجير و تظهر مهارات البنائين في تسقيفها من الداخل على شكل قبب نصف اسطوانية أي نصف برميل فتحته إلى الأسفل مثل تغطية التهيئة الداخلية .
و تنفتح على الخارج إلى الأعلى بفتحتين لكل غرفة تمكنان من سحب المياه منها و الغرف الثلاثة واحـــــــدة أصغر من الاثنين طولها 6.90m عرضها 3m و إرتفاعــها 2m تتعامد مع الغرفتيــن    ترتبطان في الداخل ـ في الجدار الفاصل بينهماـ ببوابتين تسمحان للمياه بالوصول إلى الغرفة الثانية. أما الثانية فبها فتحتـان جانبـيتان صممتا بدقة على شكل قوس صغير تشكل من الحجارةالمنجورة  تسمحان لمياه الأمطار بالوصول إلى الخزانات و هناك فتحة أخرى توصــــل إلى داخل الخزانات بنفس المواصفات فللإشارة فهذه الخزانات كانت مطلية بالجيـــــر لمنع تسربات المياه. و في الجهة العليا من القلعة و التي يبدو أنها كانت منفصلة عن الجهة السفلى بحائط سميك ينفتح على موضع واسع مازالت به أثار غرف  و منازل لكنها غير واضحة التصميم  في نهاية هذه الجهة تقوم بقايا مبنى فسيح m15.80 طولا،m7.80عرضا ويصل إليه ممر متعرج على امتداد الحائط الفاصل و بمحاذاة السور الخارجي الشمالي ، ويرجح P.Ricard   أن يكون هذا المبنى هو سكنى القائد. و يجاور هذه الغرفة في الجهة الشرقية الباب الثاني للقلعة و هو الباب الخلفي و تقل أهميته من الباب الأول الرئيسي من الناحية المعمارية و الهندسية رغم أهميته الإستراتيجية و التي تكمن في كونه يمكن من الإشراف على كل المنخفضات الموجودة شرقا و شمالا  ووضعها تحت المراقبة الدقيقة، تعرضت الأجزاء العلوية منه لمختلف العوامل الجوية مما أدي إلى انهياره مما خلف ركامات هائلة من الحجارة تكاد تسد المدخل اليوم  من الخارج اختفت جل معالم الباب المعمارية  الذي كان يتخذ شكل قوس يظهر بجلاء من الداخل صمم بدقة و شكل بحجارة طويلة متقاربة المقاييس أبدع البناءون في تشكيلها و أستخدم الجير في مسك بعضها ببعض بقوة مما جعلها تصمد لقرون. هذا الباب ليس بعظمة الباب الرئيسي ينفتح على ممر ضيق خارج القلعة أسفله جرف شديد الانحدار و صعب التسلق و بجوار الباب شمالا تقوم بقايا برجان للمراقبة و على امتداد السور الخارجي و في موضعين قربيين منه عثرت على حفرتين مربعتين مطلتين بالجير و لا أعرف إن كانت مخصصة للماء أو كبستان .كما عثرت على بقايا أوان فخارية قديمة متنوعة و بعضها يحتوي على زخارف.

 

(*)- حسب المعطيات التي وفتني بها الجماعة المحلية بتغجيجت إضافة إلى ما اقتطفته من بعض بحوث أبناء المنطقة.




إنجاز الطالب        
                                       المؤدن رشيد 
                                                              سعيد الوطاني                                          
                                                     

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Powered by Blogger