مدونة التراث أكادير : افتتاح الموقع الرسمي انتظروا منا الأفظل والأجمل والأرقى إنشاء الله www.igoudar-ibnouzohr.ma(مع تحياتي المشرف العام عبد الغني أيت الفقير)

راديو إيكودار24ساعة 7 أيام

راديو إيكودار()() تحية طيبة لكل متتبعي راديو إيكودار الأربعاء 06 نونبر2013 سنة هجرية سعيدة وتحية طيبة من الطاقم التقني لراديو إيكودار

الخميس، 17 مايو 2012

فخار تمكروت...عبق الماضي ورهانات المستقبل





 
فخار تمكروت...عبق الماضي ورهانات المستقبل




 
نبذة تاريخية عن المنطقة :

     في الجنوب الشرقي للملكة و على بعد 18 كلم من مدينة زاكَورة تقع تمكَروت معقل الزاوية الناصرية إحدى أكبر زوايا  المغرب على الإطلاق ، و تمكروت  لفظة أمازيغية مشتقة من كلمة " أمكاورو " أي الأخير و مقابلها أمزوارو أي الأول ، إذ قيل أنها آخر مناطق درعة دخولا في الاسلام إذ كانت بها مملكة لليهود  .
الزاوية الناصرية أم الزوايا المغربية دون منازع لها 366 فرعا تتوزع في ربوع اللمكلة أسسها الولي الصالح الشيخ أبي حفص عمرو بن أحمد الأنصاري { توفي عامه983 – 1010\ 1575-1602 } ، و خلفه عليها سيدي حسيان القباب و من ثم سيدي أحمد  بن ابراهيم الأنصاري المولود عامه 1001 هـ - 1593 م و المتوفى سنة 1052 هـ - 1642 م،  فترك وصية مقتضاها أنه يترك أمر زاوية إلى الشباب اليافع القادم إلى تمكَروت سعيا وراء تحصيل العلم و العلوم سنة 1040هـ - 1633 م . الشيخ سيدي أبو عبد الله محمد بن حسين بن ناصر بن عمر الدرعي الأغلاني المنتسبة شجرته إلى الصحابي الجليل جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه و أرضاه  .
و بعد تولي ابن ناصر أمر الزاوية داع صيتها في مختلف أقطاب المغرب و حج إليها الساعون إلى العلم من كل حدب و صوب  ، و ابن ناصر هذا هو مؤسس الطريقة الناصرية السنية ، المنتسبة إلى الطريقة الشاذلية . و التي ميزتها الاعتدال و منهجها السنة و مرشدها المذهب المالكي الحنيف .
كان لمحمد ابن ناصر الدرعي  ابنه أحمد الخليفة  عدة رحلات حجازية إذ كانا مشرفين على الركب الناصري الذي ينطلق من الزاوية  في اتجاه مكة المكرمة ، فكانا يقتنيان في هذه الرحلات الكثير من الكتب و يستنسخان كتبا أخرى ، مما أدى إلى تأسيس إحدى أهم الخزانات المغربية على الإطلاق و هي الخزانة الناصرية أو دار الكتب الناصرية كما كانت تسمى في الماضي إذ تضم ما يزيد عن 400 كتاب مخطوط كلها نفيسة ، من ضمنها موطأ الإمام مالك الذي جلب إليها من قرطبة .
ليس التصوف و العلم هما الشيء الوحيد الذي تشتهر به تمكَروت  بل إنها تشتهر باحتوائها لمجموعة من الصناعات التقليدية التي شجعها ابن ناصر بجلبه للخياطين من فاس و النجارين و الدباغين و الفخارين من سجلماسة .
الباب الأول : فخار تمكَروت :
نبذة تاريخية عن فخار تمكَروت :
فخار تمكَروت أو الفخار الأخضر من أشهر أنواع الفخار وطنيا ، نظرا للشهرة التي اكتسبها على مر الزمن ، و التي أساسها جودته و تميزه على غيره ، أما بالنسبة لتاريخ تأسيس معمل الفخار المحلي بتمكَروت ، فإن الرواية الشفوية تشير إلى تزامن ذلك مع حدث أخر أكبر منه ، ألا و هو تأسيس الزاوي الناصرية أو أم الزوايا المغربية كما يصطلح عليها ، و التي ساد منهجها و طريقتها مغرب العصر الحديث ، حتى أنه قد انسلت من عنقودها 366 زاوية فرعية أخرى تتوزع على مختلف التراب الوطني من شمال المملكة إلى جنوبها ، خاصة إن تعلق الأمر بسوس التي تضم العدد الأكبر من فروع الزاوية ،أما بالنسبة للفخار فتفيد الرواية الشفوية على أن تأسيسها موافق لأواخر القرن السبع عشر الميلادي ، و بالتحديد عامه 1675 م ، إذ استقدمهم شيخ الزاوية الناصرية آنذاك سيدي امحمد بن ناصر الدرعي إلى تمكَروت في خطوة سعى من خلالها إلى بعث الحياة الاقتصادية للقصر و إنعاشها ، و كذا سد حاجيات المنطقة من المواد الأولية التي يحتاجها القصر من أوان فخارية و غيرها .
الوضعية الحالية لمعمل  فخار تمكَروت  :
إن الوضعية الحالية لفخار تمكَروت تعكس مدى سعي أرباب هذه الصنعة إلى  تطويرها و إكسابها الصبغة الوطنية ، إذ يتم تسويق منتجاتها اليوم في مختلف أنحاء المملكة ، خاصة إن تعلق الأمر بمدينة مراكش ، إذ يلق هذا الفخار إقبالا كبيرا من مختلف الطبقات ، خاصة إن تعلق الأمر بالسياح الذين يجعلون من معمل الفخار و جهة أخرى بتم كروت يقصدونها لالتقاط الصور و اقتناء بعض من التحف الفنية التي ينتجها لمعمل ، إذ هي طبيعية مائة في المائة ، لا يتم استخدام مواد صناعية أو كيميائية في صناعتها ، على خلاف فخار أسفي .
مراحل إنتاج التحف الفخارية و مميزاتها :
يتميز فخار تمكَروت بلونه الأخضر الطبيعي المتميز عن غيره من الأوان الصناعية التي نجدها في كل من فخار أسفي و فاس ، أما بالنسبة للمادة الأساسية لصناعة الفخار بتمكَروت فهي طين تمكَروت الرملي الذي يضم نسبة معينة من الرمل ، و تمر الآنية في صنعها من عدة مراحل ، أولاها مرحلة تكسير الطين و تجهيزه ، و ثانيها مرحلة خلط الطين بالماء ليكون لنا خليطا متجانسا ، ثالثها تنقية المزيج من الشوائب و العوالق لكي تكون التحفة الفنية خالية من الشوائب ، ومن ثم يتم نشر الخليط في الشمس مدة تناهز ثمان ساعات لكي يكون جاهزا للاستعمال في صناعة الآنية ، و بعد صناعتها و يتم وضعها في الظل مدة 24 ساعة كي لا تتشقق بفعل الحرارة و الشمس ، و بعد مرور هذه المدة يتم وضعها في الشمس .
ثم يتم طلائها بمجموعة من المواد الطبيعية و التي على رأسها الكحل و النحاس و " الحجرة الميتة " و تسمى محليا بـ { تافزا } و الحريرة المسوسة ، و بعد طلائها بهذه المواد يتم وضعها في الفرن مدة تتراوح بين ثلاث و أربع ساعات كاملة لتخرج في الأخير على شاكلة فخار أخضر براق ، تتزين به بازارات تمكَروت و إقليم زاكَورة و مدن أخرى من بينها مدينة مراكش ، ليقتنيها سياح أجانب يجعلون منها زينة في منازلهم ، لتبعث روح الثقافة المغربية و تميزها داخل منازل غربية طالما استصغرت قيمتها .
الباب الثاني : فخار تزروت :
ينتمي قصر تزروت إلى جماعة تمكَروت التي تقع في قلب واحة فزواطة المطلة على وادي درعة ، و يعد هذا القصر من أقدم قصور فزواطة و درعة على وجه الإطلاق ، إذ تفيد الرواية الشفوية  بأن هذا القصر قد عمر من لدن نسل كوش بن حام بن نوح عليه السلام منذ القرن العاشر قبل الميلاد ، و قد أشارت إليه جاك مونييه في كتابها Le Saharienne Marocain   .
و قد خاض هذا القصر العديد  من المعارك ضد القبائل المجاورة له خاصة قبائل آيت عطا الصنهاجيين خصوصا مع آيت يسفول ، لكنه قد تمكن من الحفاظ على وحدته .
اشتهر قصر تزروت بوحدة قبيلته التي لا زالت قائمة إلى اليوم ، كما اشتهر بمحموعة من الصناعات التي ساهمت في تسيير القصر و سد حاجياته من المواد الأولية و غيرها ، خاصة أيام الحصار الذي تطبقه عليه قبائل آت يسفول ، كالدباغة و النجارة و الحدادة ... و الفخار .
نبذة تاريخية حول فخار تزروت :
يوجد في قصر تزروت مجموعة من معامل الفخار الضاربة في القدم  ، و حسبما تفيد الرواية الشفوية المحلية فإن أول فرن شيد بتزروت يرجع إلى عهد دولة الأدارسة ، إضافة إلى فرن آخر محهول تاريخ بنائه ، و فرن  ثالث زامن بناؤه عودة المغفور له جلالة الملك محمد الخامس رحمه الله من المنفى كما أفاد مالك الفرن ، و هذا الأخير لازال يعمل إلى يومنا هذا .
المواد المستخدمة في صناعة الفخار و مصدرها
بالنسبة للمواد المستعملة في صناعة الفخار بتزروت فهي لا تختلف عن المواد التي يستعملها الفخارون في المناطق الأخرى ، إذ يستعمل صناع الفخار بالمنطقة الطين { الصلصال } المحلي ، الذي يتم جلبه من حقول القرية و على جنبات وادي درعة ، و يتم فيما بعد مزجه بالماء و خلطه إلى أن يكون عبارة عن " عجنة " يتم تركها في الشمس مدة معينة ليتم فيما بعد توظيفه في صناعة الأواني الفخارية المتنوعة .
أهم المنتوجات التي ينتجها معمل فخار تزروت :
هي لا تخرج في مجملها عن  تلك الأواني المنزلية المختلفة و التي من ضمنها : القلل و الصحون و الكؤوس الفخارية و الخوابي المتنوعة الأحجام و التي توظف في تحزين المياه و تبرديها ، إضافة إلى المخفيات التي تخزن فيها الزيت أو التمر أو مواد أخرى ... والجرار و الزلايف { و هي أواني فخارية توظف لشرب الحساء } ... إضافة إلى منتوجات أخرى تنتج حاليا و أخرى توقف المعمل عن إنتاجها .
الوضعية الراهنة لفخار تزروت :
إن الوضعية التي يوجد عليها فخار تزروت حاليا هي وضعية مزرية مقارنة بفخار تمكَروت الذي هو في تطور مستمر ، أما بالنسبة للسبب وراء ذلك فيعود أصلا إلى عزوف الشباب المحلي عن هذه الصنعة التي كان لأجدادهم فيها باع كبير ، إذ توجه أغلب شباب الأسرة الملكة لمعمل الفخار إلى العلم في ميادين أخرى و في مدن أخرى كالدار البيضاء و مراكش و غيرها من المدن الكبرى ، كما يغيب الدعم المادي من لدن الدولة أو الجهات المعنية فيما يخص تنمية هذه الصنعة التي هي في طريقها إلى الزوال من القصر ، كما تخيب الخطة و المنهج فيما يخص الإتجار بالمنتوج و تسويقه محليا أو جهويا أو وطنيا ، فالمعمل أصبح يعمل في أيما معدودة لينتج القليل مما يحتاجه القصر من هذه المنتوجات .



إنجاز الطالبة :
الحـسـيـن الـنـاصـري
محمد الـبـوهــلالـي

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Powered by Blogger