مدونة التراث أكادير : افتتاح الموقع الرسمي انتظروا منا الأفظل والأجمل والأرقى إنشاء الله www.igoudar-ibnouzohr.ma(مع تحياتي المشرف العام عبد الغني أيت الفقير)

راديو إيكودار24ساعة 7 أيام

راديو إيكودار()() تحية طيبة لكل متتبعي راديو إيكودار الأربعاء 06 نونبر2013 سنة هجرية سعيدة وتحية طيبة من الطاقم التقني لراديو إيكودار

الثلاثاء، 15 مايو 2012

ظاهرة تاغنجا بمدينة زاكورة . قبيلة ارشك .


ظاهرة تاغنجا بمدينة زاكورة .
قبيلة ارشك .



تعتبر زاكورة احد الاقاليم السبعة التي تشكل منها جهة سوس ماسة درعة وهي الممتدة بين المحيط الاطلسي غربا ودولة الجزائر شرقا . وهي بمثابة حزام الامان بين الدولتين الشقيقتين الجزائر والمغرب
وقد اشتق اسمها من جبل"تازكورت" الذي تحتمي بظله, وكلمة ازكور في اللهجة المحلية تعني الكنز, انها الواحة والمدينة والقرية. وما بين الحكاية والاسطورة دروب جغرافية وتاريخية طويلة افترشتها القصبات في قلب الصحراء عبر وادي درعة . واحتفظت بأصالتها وطابعها الهندسي رغم رياح التحديث , وهي منطقة جذابة تعلق بها اهلها وأحبوها رغم صعوبة الظروف المناخية وقساوة الطبيعة الصحراوية, ومن أهم قبائلها قبيلة ارشك وسميت بهذا الاسم لكثرة الاحجار في الاراضي بمعنى "ارشك" .
هذه القبيلة عرفت عدة عادات وتقاليد منذ القدم منها ظاهرة تاغنجا.
إذن : ماهي اهداف هذه الظاهرة وغاياتها ؟
وماهي الرؤية التي تنطوي عليها؟
وماهي أهم طقوسها وسماتها؟
تتمثل طقوس تاغنجا في قبيلة ارشك حيث تكون تسلت مكسوة بزي عروس في موكب تشارك فيه النساء والاطفال يرددون الاهازيج والادعية ويطوفون عبر الدواوير والقرى والاضرحة, وفي الطريق يتم رش الدمية بالماء من اعالي البيوت من قبل السكان, ويتم تحصيل واستلام العطايا والصدقات من الاهالي حيث تخصص موادها لتهيئة مادية طقوسية تقام قرب نهر, او في قمة مرتفعة هذه هي الخطوط العريضة لهذا الطقس وتحمل الدمية من قبل امراة شريفة مسنة متبوعة بالاطفال والنساء يرددن وراءها : " تاغنجا نو من سربي ذا راغ دغيت ", نؤمن بالله القادر على اغاثتنا, فيرش السكان الدمية والموكب بالماء.

ورواية تسلت اونزار فهي مختلفة من شخص لآخر معظمهم أو أغلبهم ارجحها الى شخص قديم اسمه انزار وهو ملك المطر اراد الزواج من فتاة رائعة الجمال تتألق حسنا على الارض كالقمر في السماء وكان وجهها ساطعا, وثوبها من الحرير المتلألئ وكان من عادة هذه الفتاة ان تستحم في نهر فضي بريق, وكان ملك المطر كلما نزل الى الارض, يتقرب منها فتخاف, ثم يعود الى السماء لكنه ذات يوم قال لها "ها أنا أشق عنان السماء من أجلك يا نجمة بين النجوم فامنحيني من الكنز الذي وهبته والا حرمتك من الماء,"فردت عليه الفتاة اتوسل اليك يا ملك المياه يا مرضع جبهته بالمرجان اني ندرت نفسي لك بيد أن أخشى الأقاويل وبعد سماع هذه العبارات قام فأدار خاتمه فانصب النهر على الفور وجفت أثار الماء فأصدرت الفتاة صيحة وتفجرت عيناها بالدموع فالماء هو روحها. فخلعت ثوبها الحريري وظلت عارية فخاطبت السماء قائلة " أنزار يا أنزار يا زهو السهول أعد للنهر جريانه وتعال جد بثارك وفي تلك اللحظة بالذات لمحت ملك المطر وقد عاد بهيئة شرارة فضم اليه الفتاة وعاد النهر الى سابق عهده في الجريان فاكتسبت الارض كلها اخضرارا. وهذا هو تقليد " تسلت او نزار" في قبيلة ارشك , ففي ظروف الجفاف يتم الاحتفال بانزار والفتاة التي تختار له كعروس بالمناسبة تقدم له. اذن فالرواية مشتركة بين ملك المطر ورب المطر والذي يتم التوجه اليه بتلك الصفة في الاهازيج المؤداة في موكب ( تسلت اونزار ) والشخص الثاني هي الفتاة الحسناء التي تتوقف حياتها على الماء الذي يجود به الملك انزار (اكليد انزار) كما ترمز للأرض الام. وتوظف في احدى الاغاني حين طواف من العروس حول الضريح " أيها الملك المطر , كف عنا الجفاف .
ويتم تهئ الطعام من المواد المحصلة وبعد ذلك تجرد المرأة المسنة العروس من ثيابها وتلفها باحدى الشبكات المستخدمة لنقل السنابل لدلالة على انه لم يعد هناك في الارض أثر لعشب اخضر حيث تطوف الفتاة حول الضريح سبع مرات ويسمى هذا الضريح عندنا" سيدي لحسن اوعلي " وهي تمسك بالمغرفة في يدها كانها تقول يارب الماء امنحني الماء اني أهب روحي لمن يريدها وتنتهي هذه الطقوس باجتماع الفتيات البالغات سن الزواج حول الفتاة المجسدة لعروس المطر ويبدأن بلعب لعبة جماعية وهي ذات طابع طقوسي مرتبط بالمطر والخصوبة ويتم فيها اللعب بكرة من عظم اوخشب أو صوف حتى يتم اسقاطها في حفرة وتختم الطقوس واللعبة بدفن الكرة حيث تولى النساء ادراجهن الى بيوتهن في غروب الشمس.

إذن نخلص مما سبق ان ظاهرة تاغنجا لقبيلة ارشك تتخذ بعدا كونيا يناظر زواج السماء بالارض وزواج انزار تسلت اونزار يتم تمثله على المستوى الرمزي.  اذن هل عرفت هذه الظاهرة اندثارا؟ ام لا زالت لحد اليوم ؟
 


من اعداد الطالب :
         الحسين ايت الشافعي
      

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Powered by Blogger