بوجلود بمدينة بوجلودالدشيرة الجهادية
المقدمة:
يعتبر بيلماون ارث حضاري أمازيغي صرف حيث ترجع جدوره الى عمق التاريخ الأمازيغي وارتبط كذلك بالزوايا .وقد تطور هدا الموروث الأمازيغي مع تطور الزمن و انسجم و تفاعل مع تحولات المجتمع رغم محاولة الكثيرين طمسه باعتباره مجرد ظاهرة ستمحى بمرور الزمن و سينساه المجتمع خصوصا الأمازيغيين لكنه بقي حيا ومتجددا كل عام رغم حرمانه من الدعم المادي أو المعنوي. و بالرغم من ذلك فقد ظل ثراث بيلماون صامدا في وجه التغيير وطمس الهوية الأ مازيغية لأنه و ببساطة جزأ لا يتجزأ من كيان الانسان الأمازيغي.
بشغف كبير ينتظر سكان مدينة الدشيرة بأكادير وصول عيد الأضحى أو كما يسمى بالعامية "العيد الكبير", حيث يحتفل به الصغير و الكبير على السواء في المنازل وفي الهواء الطلق.فتمتزج فرحة العيد بفرحة بوجلود , بعد السلخ و الذبح و تناول الغداء يبدأ بوجلود .بعدها يتم اقتناء جلود المعز لغسلها و قياسها مع الأجساد يفضل لبس جلود المعز لأنها أخف من جلود الخرفان.
فبولبطاين" أو "بوجلود" أو "بيلماون" تقليد اعتاد عليه الناس منذ القدم فقد كانوا يختارون واحدا من المنطقة لارتداء جلود الأضاحي , حيث يلف نفسه بسبعة منها حول جسده كله فيطوف على القبيلة أو القرية , و يتبعه موكب من الرجال لجمع ما تجود به أياديهم من المال أو من من جلود الأكباش , و كما يقتحم الدور من ابوابها أو سطوحها ليحصل على "هدية العيد" في صورة لحم القديد أو السكر ومن أجل حصوله على الهدية يستعمل العنف. وهكذا تطورت هذه العادة في السنوات الأخيرة لتصبح أكثر اثارة و فرجة, الا أن هذه العادة أو التقليد المتوارث قد انقرضت في بعض المناطق و المدن وأصبحت منحصرة أكثر بجهة سوس ماسة درعة وخاصة مدينة الدشيرة
فمدينة الدشيرة التابعة لعمالة انزكان أيت ملول الواقعة في وسط مدينة أكادير معروفة بكثرة سكانها واكتظاظها و شعبية سكانها و هي المنطقة المعروفة اكثر ببوجلود , حيث تحتوي على ثلاث ساحات يجتمع فيها بوجلود في المساء (تيكمي اوفلا , أيت أوبيه ,تابرين ) ويطلق اسم بوجلود على من يرتدي جلود الخروف أو المعز , كما يقومون بطلاء الوجه اما بصباغتها او بوضع الفحم الأسود بعد دقه و مزجه بالماء أو الزيت ليخفي ملامح الشباب حتى لا يتمكن من معرفته و الفرار منه حيث يحمل في يده اما حزاما جلديا أو رجل الخروف لضرب الأصحاب و المعارف. أما البعض فيقوم بعمل فرق موسيقية شعبية تنكرية من خلال استخدام أدوات محلية عادية كالطبل و ألات اخرى لها اسماء محلية و يقوم الشباب بتقمص العديد من الشخصيات و غالبا ما تكون مضحكة او اقتباس لباس السلطات أو مهن محلية و يسمون "اصوابن".
ويستمر هذا الاحتفال و المهرجان طيلة ايام العيد بل أحيانا يستمر أكثر من اسبوع فترى البهجة طيلة هذه الأيام فتجد الساحات مكتضة بالناس و بوجلود و كرنفال وفي اليوم الأخير يكون هناك مهرجان لكرنفال يضم كافة الفرق الاستعراضية المشاركة فترى الناس مصطفين على جنبات الشارع الرئيسي للدشيرة منتظرين بشغف كبير . وقد عرفت هذه الاحتفالات المعروفة باسم بوجلود شهرة واسعة تعدت حدود البلاد . فصار يأتي السياح الأجانب خصيصا لحضور كرنفال بوجلود في مختلف مناطق المغرب سيما مدينة الدشيرة
وفي الفترة الأخيرة تخللت هده الاحتفالات مجموعة من أعمال الشغف فقامت السلطات الاقليمية و المحلية بحملة لايقاف هده الاحتفالات الا أن ساكنة المدينة دافعوا عن هدا الثراث الأصيل و اعربوا عن رغبتهم في استمراره و احيائه ,مما دفع السلطات الى اشتراط انخراط بوجلود في اطار جمعوي مقابل الترخيص بتنظيم كرنفال مدينة الدشيرة وقد عملت على التنظيم الجيد له خلال السنوات الأخيرة, حيث أصبحت هناك جمعيات تسهر على تنظيم المهرجانات طيلة أيام العيد كجمعية تكمي أوفلا و جمعية توناروز بساحة أيت أوبيه حيث تقوم بتقديم لوحات فنية لأبناء الجمعية كما أنها تلزم بوجلود بالتسجيل ووضع بطاقة تبين هويته ورقمه في حالة ما اذا وقع أي مشكل وأما بأماكن أخرى فالأمر كارثي.
الخاتمة
يعتبر بوجلود الدي ينظم كل سنة ارث تقافي حضاري ضخم وقد قامت معظم وسائل الاعلام الوطنية برصده و التعليق عليه . وقد قامت مجموعة من الجمعيات المنظمة له بالمطالبة بجعل بوجلود ارث ثقافي مستمر و محتضن من طرف منظمة اليونسكو.
0 التعليقات:
إرسال تعليق