العرس الطاطاوي
نموذج دواراديس
1– تعريف الطقس
الطقس مفرد طقوس وهو عبارة عن عملية تكرار كلمات أعمال أو حركات محددة قد أثبتت فعاليتها في وضع معين والتي يتم تكرارها في أوضاع متشابهة من أجل الوصول إلى نفس النتيجة و الأمثلة على ذلك ولا تحصى مثل حركات الرقص التي يمارسها بعض الشعوب، للثأتير في مظاهر الطبيعة
(كتاب طقوس عوالم الأسرار) terez oldi
2 – تعريف الزواج
الزواج في اللغة: العقد على المرأة و الزوجان هما المرأة والرجل إذا كان بينهما عقد زواج. فالزواج لفظ عربي موضوع لاقتران أحد الفئتين بالآخر و ازدواجهما بعدما كان كل واحد منهما منفردا عن الآخر لقوله تعالى "وإذا النفوس زوجت"(الثكوير الآية 7)
3 – تحديد مفهوم طاطا جغرافيا و تاريخيا:
3-1 – جغرافيا:
تقع طاطا وسط سلسلة جبال باني جنوب الأطلس الصغير، وهي بالضبط في السفوح الجنوبية لباني الأعلى و تتكون من ثلاث دوائر:
1 – دائرة طاطا، تشمل طاطا و تاكموت و إسافن
2 – دائرة أقا، تشمل أقا و ايت وابلي و تامنارت
3 – دائرة فم زكيد، تشمل فم زكيد والكوم و تسينت
وتضم المنطقة تضاريس مشكلة من جبال وواحات تطل على الوديان.
2-3 – تاريخيا:
المنطقة معروفة "بأسيف ن وولت" وتعني وادي التوبة بعد مجيء العرب لها أصبحوا يطلقون عليها "ولتة" و مع مرور الوقت حذف الحرفان و بقيت تاتا لتصبح طاطا، فقد استوطن الإنسان هذه المنطقة منذ عهود عابرة. حسب ما تنطق به النقوش الصخرية المنتشرة على سلسلة جبال باني الى أزيد ما يزيد عن 10 آلاف سنة، وقد انقسم سكان مدينة طاطا الى قسمين كل قسم يقطن في الجهة المناسبة له و حسب ظروف عيشه ، وكان للطاطاويين ديانة وثنية إلى أن وفد اليهود على المنطقة، ولما جاء الإسلام انتشر فيها. وكان لطاطا دور كبير في نشوء دولتين أمازغيتين إسلاميتين المرابطين و السعديين كانت طاطا آخر منطقة غزاها الاستعمار الفرنسي الذي تمكن من استمالة القائد الدوبلالي "بونعيلات" وعين حكاما في منطقة "أقا" و "طاطا" و "تسينت"، بعد الاستقلال اتخذت عناصر جيش التحرير المنطقة كمنطلق لمهاجمة القوات الفرنسية.
اخترنا اليوم في رحلتنا هذه التحدث عن عادات عرس طاطا بالضبط دوار أديس الذي يبعد عن المنطقة (طاطا المركز) ب 7 كيلومترات باتجاه الشرق.
لازال الدوار يحافظ على عادات العرس، فالعرس بأديس يستغرق تقريبا 15 يوما.في اليوم الأول بداية يوم الأحد:
الأحد: يقوم أهل العريس بما يسمى "أوفي" يصب الشعير و القمح على الأرض و اللوز ويوضع دملج وسط ذلك الخليط و يجتمعن النساء حوله للبحث عن الدملج فمن وجدته منهن تلبسه مدة العرس كاملة في المقابل تقوم بإعداد "طاجين" العشاء للعروس. في نفس اليوم يرسل أهل العريس نساء للقيام بما يطلق عليه "أفساي" حيث تقوم أخت العريس بفك ضفيرة العروس ووضع الحناء على شعرها، أتناء ذلك الوقت يقمن النساء بترديد أهازيج شعبية.
الاثنين: يذهب مرة أخرى أهل العريس الى العروس لصب الماء فوق رأسها.
الثلاثاء: يقوم كل من أهل العريس و العروس باستدعاء عامة الناس.
الأربعاء: يقوم العريس بإحضار ما يسمى "أزكار" بإحضار الخروف و كيس قمح و شعير و كيس حناء،بلغتين من نوع التقليدي المصنوع باليد و زيت الزيتون و ايزار أبيض من الحرير في موكب من الرجال فقط.
وفي مساء نفس اليوم يقوم أهل العروس ببعث ملابسها و جهازها الى بيت الزوجية، ما يسمى ب "ليقامت ن تسليت" و تقوم العروس بإعداد العصيدة وتضع فوقها زيت الزيتون و الزعفران و تأكل ثلاث مرات منها ثم تفرق الباقي على الفتيات الغير مخطوبات مع الساعة 23h00 ليلا يأتي موكب العريس لاستلام العروس حاملين ايزارا أبيضا و بلغة و القليل من الحبق و يلبسونه للعروس بعد ذلك تحمل العروس فوق ظهر عمة العريس و تسلمها لعريسها.
الخميس:يقوم أهل العريس بإعداد الفطور للعروسين ثم يأتي العريس و يقبل رأس والدة العروس تعطيه الأم بدورها دجاجة حية و اللوز فيتوجه صوب السوق لشراء شيء من الطين و في المساء يجمعن النساء في منزل العروس لزيارتها في منزلها الجديد لإلباسها جميع مجوهراتها و إزارا أبيضا وما يصطلح عليه "القطيب" و هو قطعة ثوب حمراء ذات ألوان قوس قزحية و "تاوكايت"وهو ثوب أسود تضعه فوق وجهها.
الجمعة: تبقى العروس في المنزل الذي دخلته أول مرة و يأتين الفتيات لزيارتها.
السبت: في الصباح تلبس العروس إزارين ابيض + أزرق ما يسمى ب "تمبلكين" لتذهب لمنزل والديها، قبل ذلك تذهب الى الحقل لتجلب القليل من أكل الماشية، وترمي باللوز و التمر خلفها و أمامها للحاضرين وتقوم "تالوزيت" أي المرأة التي تكون مسؤولة عن أكلها و شربها و لباسها بوضع سبع حجرات فوقها جنته قائلة لها (هاتاروا) أي (أولادك) عندما ترمي العلف للماشية يرددن النساء أهازيج "خشوبرو- بع تيلي) ف خشوبرو مفردة للبقرة وبع تيلي للخرفان.
و تذهب بعد ذلك لزيارة منزل أهلها حيث يقومون الأهل بإغلاق باب منزلهم في وجه ابنتهم وهم يرددون "أركم رين أيت دارم" وتعني لا يرغبون والديك بالرجوع إلى منزلهم مرة أخرى.
و تقوم امرأة من أهل العريس بفتح الباب و الخروج حاملة صحنا من المعجنات و تصب فوق ظهر يدها اليسرى ثلاث ملاعق مطالبة العروس بأكلها و يرجع الموكب الى بيت الزوج مرة أخرى.
وفي الأربعاء الآخر:يرسل كيس من الدقيق الى أهل العريس من طرف أهل العروس ما يسمى ب "أسكودر".
يوم الخميس: تقوم العروس بإعداد الكسكس في بيت زوجها.
يوم الجمعة: تجمع بعض نساء الدوار للذهاب مع العروس لبيت أهلها ما يسمى ب "تارزيفت" لتناول الغذاء عندهم و يقوم أهلها بوضع الحناء لها في يديها و رجليها، ويقوم بعد ذلك كل فرد من عائلتها بدعوتها لتناول الغذاء و أثناء انصرافها الى منزلها الجديد يرسل معها أهلها العشاء لزوجها "تمنسيت ن تسليت".
و ينتهي العرس الطاطاوي بدوار أديس.
وتبقى طاطا الإقليم الذي يغري بالزيارات اليه وهو اقليم يسير نحو التنمية و تحقيق روح المواطنة لدى كل فرد من أفراده صغيرا كان أم كبيرا.
من انجـــــاز الطالبة :
نورة ميري
0 التعليقات:
إرسال تعليق