ظاهرة عرس ختم القران الكريم " تمغرا لقران "

   

            يعتبر إقليم أسا – الزاك أحد الأقاليم المغربية، ينتمي الى جهة  كلميم السمارة و يقع جنوب شرق مدينة كلميم   ويبلغ عدد سكانه    43.535 مواطنا حسب إحصاء سنة   (2004). ويحده من الجهات الاربع كما يلي : الشمال الغريي اقليم كلميم . الشمال الشرقي:   اقليم طاطا.-الجنوب الغربي : اقليم السمارة واقليم طانطان والجنوب الشرقي: الجزائر.

     وكما يعتبر كدلك عاصمة قبائل ايتوسى  رغم موقع مدينة اسا جغرافيا ومناخها الجاف فان اسا استقطبت عدادا هائلا ومختلفا من الأجناس البشرية. فأسا تعتبر من بين مناطق الجنوب الذي استقر بها الأنسان مند العصر الحجري القديم .
 

 

أصل التسمية

       اسا تشير المصادر التاريخية إلى أن أصوله تعود إلى تسيت كما يؤكد مصطفى ناعيمي في ما تؤكد الرواية الشفوية أنه تحريف لكلمة "عسة" ومعناها " الحراسة " إذ يذكر أن السبب في هذه التسمية هو وجود حراسة كانت تراقب المكان وحركية المجتمع وتسهر على أمنه.

ظاهرة عرس ختم القران الكريم
 " تمغرا لقران "

         عرس ختم القران الكريم من بين العادات الدينية التي مازالت صامدة حتى الان، فبمجرد أن يختم الطالب القران الكريم يتم الإحتفال بهذه العادة الدينية بحيث يعمل الفقيه على إبلاغ عائلة "أمحضار" بأن ابنها قد أتم ختم القران، ثم بعد ذلك يقوم بإبلاغ الفقهاء الاخرين وكبار الشيوخ والطلبة "إمحضارن" بعد ذلك مباشرة يقوم الفقيه بكتابة الخاتمة في اللوح الذي سيحمله المتخرج، وبالمناسبة يقدم له الطالب هدية قد تكون عينية أونقدية، وبدوره يقوم الاب بشراء بذلة بيضاء لابنه وأخرى للفقيه وتكون في غالب الاحيان مكونة من جلباب أبيض ثم بلغة وعمامة بيضاء.

     يكون جميع السكان على علم بهذا الحفل، مباشرة بعد صلاة العصر بالمسجد ينطلق الجميع مشيا على الاقدام وفي مقدمتهم أمحضار المتخرج حاملا لوح الخاتمة ويحيط به الفقهاء وكبار الشيوخ والاطفال الاخرين،مجسدين بذلك مشهدا دينيا جماعيا تتراءى فيه ملامح الخشوع والابتهال الممزوجة بالفرحة والابتهاج بهذا الانجاز العظيم.

      ونشير أنه في البدايات الاولى كان الطفل المتخرج يمتطي الخيل ويحيط به الجميع من كل الجهات،وعند اقترابه من منزله تنزله أمه أو أحد ممن ينوب عنها وفي طريقه الى المنزل تصطف جنبات المنازل التي سيمر منها الموكب بالأطفال والنساء وهن يزغردن ويقدمن الروائح الزكية لاطفالهن ليتكلفوا برش الطفل المتخرج والفقيه وكل من هو في الموكب،والسر في ذلك هو تشجيع الاطفال لكي يتحمسوا هم أيضا ويجتهدوا للوصول الى هذا اليوم السعيد، وفي طريقه الى المنزل يردد الموكب العبارات الدينية  التالية :

        كلام الحق وجب ما نقول       وما محمــدإلا رسول الله

    إلى أن يصل الموكب قرب منزل أمحضار المتخرج، ليتم استقباله هناك بالزغاريد وبأنواع مختلفة من البخور والروائح،وبعبارات الترحيب والتبريك.

     ومن بين ما يقال: "بركات مرحبا بكم"، بعد ذلك تخرج أم أمحضار أو أحد قريب منه جدا إناء من اللبن الصافي "تاطاست أوغو" يشرب منها الفقيه ثم الطالب، ويقدم اللبن للجميع لينعم الكل بصفاء هذا اليوم السعيد، ثم بعد ذلك يجلس الموكب قرب باب المنزل في جو من الاحتفال الديني وتتم تلاوة سورة "يس" أو جزء من سورة "الملك"، بعد ذلك يأذن للموكب بالدخول الى المنزل في جو من الفرحة المفعمة بالمشاعر الدينية الفياضة، ويقدم لهم الشاي ثم يقرأ الفقهاء.

    هناك داخل المنزل ايات من الذكر الحكيم،بعد ذلك تقدم لهم وليمة جماعية وبمجرد الانتهاء منها يقوم الطالب المتخرج  بتقبيل رؤوس جميع الحاضرين من الفقهاء والشيوخ،وبدوره يقف الفقيه فيطلب من الفقهاء والحاضرون بالدعاء الصالح للطالب المتخرج وبالتفوق والهداية وأن يجزي الله أهله وفقيهه الذين سهروا على متابعة مراحل تعلمه حتى تخرج واصبح هو كذلك فقيها.

    أما فيما يخص الهدايا التي كانت تقدم للمتخرج فإنها غالبا ما تكون متنوعة من نقود وثياب، بل أكثر من هذا ففي أحد مناسبات الاحتفال بختم أحد ابناء القصر للقران الكريم، قدم له أبوه حقلا كاملا كهدية له تحفيزا وتشجيعا لما وصل إليه فوقف الاب وسط الحاضرين وقال:"إني اهديت هذا الحقل لابني تشجيعا له"، ويستمر حفل الختم في المساء باستدعاء عائلة الطالب المتخرج لفرقة أحواش المحلية لتشارك بدورها في هذا الاحتفال، وبدورهن النساء يحتفلن بهذه المناسبة.

    وفي حالة إعادة الطالب ختم القران الكريم للمرة الثانية، فإنه تقوم عائلته باستدعاء الفقهاء مباشرة الى المنزل وتقدم لهم مأدبة عشاء يكرم فيها الطالب وكذا الفقيه، هذا الاخير الذي تسلم له هدية تشجيعا له لاهتمامه بابنهم وكدا الطلبة الاخرين.

           أحد الأشخاص يهدي حقل لابنه بمناسبة ختمه القرآن الكريم

                                  خاتمــــــــــــــة

         يعتبر عرس ختم القران الكريم من الظواهر الاجتماعية التي عرفتها وتعرفها منطقة اسا وقد حاولنا في هذا العرض ابراز بعض الجوانب التاريخية والاجتماعية لهذه الظاهرة بالرغم   من الصعوبات التي يمر بها الباحث او الراصد لها نظرا لضعف الابحاث او الدراسات التي تلامسها  .

الطالبة :    خديجــــــــــة بيـــــــــــــه