عادات و تقاليد الزواج بإحاحان
دوار إداوكلون نموذجا
تعتبر إحاحان العاصمة الكبرى لأركان و تضم قرى متعددة و دواوير مختلفة من بينها دوار إداوكلون الواقعة بين الصويرة و أكاد ير, على بعد 83 كلم شمال أكاد ير و 72 كلم جنوب الصويرة على الطريق الرئيسية بعيدا عن ساحل البحر بحوالي 30 كلم.
لا يختلف هذا الدوار عن باقي دواوير إحاحان فيما يتعلق بعادات و تقاليد الزواج التي سيتم عرضها على شكل فقرات نبدأها بالخطوة الأولى التي يقوم بها أي شاب مصمم على الزواج و هي :
1 أسيكل " طلب يد الفتاة":
يبدأ برغبة الفتى بالزواج من الفتاة التي يختارها له أهله تنتمي لنفس المنطقة أو من منطقة أخرى , و تتميز بالحشمة و الوقار , مثل مثيلاتها من الفتيات الحيحيات , حيث يحضر هذا اللقاء الأب و العريس و أم العريس و أب العروس , ثم بعد الرضا تقرأ سورة الفاتحة سواء أكان برضى الفتاة أو لا , و غالبا ما تكون العروس قاصرا لم تبلغ سن الرشد بعد , بعد دلك يلتقي الأبوان يوم الاثنين و هو يوم السوق ويتفقان على موعد الزواج , دون استشارة مع الزوجان .
2 الدفع :
يحضر العريس "إسلي" مع عائلته ليلة الزفاف إلى منزل العروس "تسليت" ليقدم لها هدايا علا و عسى تكون صلة وصل بينهما , بيد أن هذان الأخيران لم يتعارفا من قبل و لم تسنح لهما التقاليد و العادات بالكلام حتى , لأن قبائل حاحا عامة يعرفون بخلق الحياء إلى حد الإفراط , و يعتبرون رؤية الخطيب لخطيبته كسر لهذا الخلق , فيكتفيان بالتعرف على بعضهما بالروايات الشفوية المنقولة عن معارفهم من الحيران و العائلة , فتصنع لكل طرف صورة في الخيال فقط , و لا يتاح لهما رؤية بعضهما إلا في ليلة الزفاف .
و بعودتنا إلى الهدايا المقدمة في الدفع تكون غالبا الكبش , السكر , الدقيق , رداء الرأس أحمر " القطيب" , بلغة حمراء للعروس و بلغة بيضاء لأب العروس , هدايا بسيطة و غير مكلفة , يقبلها أهل العروس بفرح شديد , وغالبا ما تكون الأهازيج هي الوسيط بين العائلتين فمثلا عند وصول أهل العريس لبيت العروس يرددون ( نوشكاد نويد لاقدام لخير....... أيسفالكي ربي تغارستنون )
و تجيبهم عائلة العروس بقولمه : ( مرحبا سلاقدام لخير ... مرحبا سلارزاق لاغ إسمون ) ومعناه جئنا بخطى الخير و نتمنى أن نجد المثيل , فمرحبا بخطاكم و مرحبا بأرزاق الحلال .
3 تامغرا : العرس
في هذا اليوم تستيقظ عائلة العروس " تسليت" باكرا لتبدأ تحضيرات الزواج , بعد صلاة الظهر تبدأ العائلة باستقبال الضيف و السكان المقربين – لأن قبائل إحاحان معروفون بأنهم لا يدعون الجيران لحضور الزواج , بل يدخله كل من أراد ذلك – و لأن الأسر الحيحية أسر محافظة فلا تجد في أعراسها ذلك الاختلاط بين الرجال و النساء , فتحضر النساء و معهن أهازيج عديدة و هدايا مختلفة غالبا ما تكون دقيق قمح أو سكر أو تنورة للعروس و الكل يجمع في حقيبة مزركشة " تاريالت", فيبدأن باستعراض الأهازيج التي تهز القلوب و تطرب الآذان بصوت موحد , و بآلات محدودة : تكنزيوين , الجفنة , الناقوس .
وهذه بعض الأغاني المتداولة :
مكرد أزين لقامت مكرد ألا فلايو و ها لاي لا لاي .... أسكاساد هان أنزار إداوات كلو و ها لاي لالاي
و هناك أيضا :
ومرحبا سكما حنا و مرحبا .... و تكمات إيان تفاغ كلو الدونيت
مانرا آجلاب أتلساغ ما مونرا إكي ...... إغدور نلوح اللوز إتمولايت أودي
و بعد دلك تخرج العروس بلباس تقليدي حيحي و تجلس النساء اللواتي يمدحنها
بأهازيجهن , في نفس الوقت يأتي أهل العريس لأخذ عروستهم , فتدخل النسوة مع العروس ليبدأن عادات و تقاليد هذا اليوم , ثم يدهن رجلي العروس بالعسل الحر ثم يملأنهما بالحناء " أسلف " ثم يغطينها برداء أبيض " ليزار" مرددات : أيلي أداك أورتالات ... تيسورا نبابام أرتنتوفيت : ومعناه يا ابنتي لا تبكي لأنك لم تعودي من أهل البيت , ثم يأتي أخوها الأكبر ليلبسها البلغة فيقلن : أكماس نسليت ألاس أدوكو ...... تاويد أدينار ماكيس إتلين والمعنى يا أخ العروس البسها البلغة لأنها غالية القيمة مثل الدينار ,و يضعن فوق رأسها الحبق " نوع من الزهور العطرة ", ويستدعين والدها ليسكب عليها حفنة قمح أو شعير ( تومزين) .
ثم تحمل إلى ظهر الفرس وراء أخيها عابرة معظم الدواوير الفاصلة بين بيتها و البيت الجديد في كوكبة مختلطة ما بين الحزن للفراق و الفرح بالزواج , كوكبة تتصاعد منها الأهازيج باسمها :مثلا رقية تفلتاغ الهم غكلي إفال أوسماود إلوبو غ الخلا إقور أوكان
معناه رقية تركت لنا الهم بفراقك كما يترك المنجل الحشيش في الضيعة جافا .
عند وصولها لبيت الزوج تستقبل بالحليب فتشرب منه وتبصقه في الحين , تتكرر هذه العملية ثلاث مرات , ثم ترش عتبة بيتها سبع مرات بنفس الحليب , و في نفس الوقت يصعد العريس فوق السطح لرمي اللوز و الثمر على زوجته و أهلها فتدخل العروس ويخلى البيت من البشر و حتى الحيوان ليبقى العروسان وحدهما للتعارف و الألفة و حسن العشرة و الأمل في السعادة الزوجية مستقبلا .
4 تاكلا : العصيدة
في اليوم الموالي , يهيئ أهل العروس العصيدة "تاكلا " و الهدايا التي قدمت لتسليت , لأخذها لها عربونا عن حبهم لها و افتخارهم بها لأنها علت كرامتها وعرفت بأهلها أحسن تعريف , من بين الهدايا ( برميل يزن عشرون لترا من زيت الأركان "أبوقال", و إناء كبير يوضع فيه الكسكس و البيض البلدي و قنينة أركان في الوسط و إناء الأرز)
عند وصولهم يرددون : الضيف نربي أدويغ أفيغد أيدارنغ ... أفيغد أيدارنغ أوراكيك صبرغا , فتخرج العروس بقفطان أبيض صحبة زوجها لاستقبال الضيف .
فتأكل من تلك العصيدة لتوزع على الفتيات العازبات تعبيرا على ان أرزاقهن هن أيضا تدق الأبواب .
5 تارزيفت
هي الزيارة الأولى للعروس إلى بيت أهلها .بعد مضي خمسة عشر يوما لتستقبل بالحليب و التمر و الزغاريد . بعد انتهاء كل شيء , يتم اختبار العروس من طرف عائلة الزوج بتكليفها بإعداد وجبة الكسكس يذوق فيها الجميع الطعم الجديد للذة جديدة , لتتوجه الفتاة الى أخد مكانها بين باقي العرائس اللواتي سبقنها داخلة نظام البيت السائد , في التناوب على شؤون البيت كاملا , وتستمر الحياة إلى أن تصبح جدة و أحفادها من حولها .
هي الزيارة الأولى للعروس إلى بيت أهلها .بعد مضي خمسة عشر يوما لتستقبل بالحليب و التمر و الزغاريد . بعد انتهاء كل شيء , يتم اختبار العروس من طرف عائلة الزوج بتكليفها بإعداد وجبة الكسكس يذوق فيها الجميع الطعم الجديد للذة جديدة , لتتوجه الفتاة الى أخد مكانها بين باقي العرائس اللواتي سبقنها داخلة نظام البيت السائد , في التناوب على شؤون البيت كاملا , وتستمر الحياة إلى أن تصبح جدة و أحفادها من حولها .
هكذا كانت التقاليد و العادات عند الأسر الحيحية و لازالت متداولة لحد الآن إلا البعض منها و الذي طرأت عليه تغييرات جذرية و محدودة , فالقرى الحيحية لازالت تسجل في سجل تاريخها احتضان العادات و التقاليد الخاصة بالزواج .
من إنجاز الطالبة:
- رقية أومنصور
1 التعليقات:
تارزيفت بعد سنة من الزواج وليس اسبوعين
إرسال تعليق