الصناعة التقليدية بكلميم
الإطار الجغرافي لواد نون :
تعتبر منطقة واد نون تاريخيا صلة وصل اساسية بين اوربا وافرقيا جنوب الصحراء وقد عرف محيطها عبرالتاريخ ازدهار مدن عريقة كنون لمطة باسرير وتكوست بالقصابي والتي شكلت اشعاعا اقتصاديا وتقافيا كبيرا ابان العصر الوسيط .فبالموازاة مع انشطة القوافل التجارية تأصلت بالمدينة انشطة قارة مرتبطة بالفلاحة المعيشية والصناعة التقليدة وتزخر المنطقة بامكانيات هامة تحتاج الى استثمار ملائم يمكنها من تحقيق الازدهار والرقي وخاصة في الميدان السياحي.
بتوفرها على مؤهلات طبيعية و تاريخية و ثقافية متنوعة وكذا وفرة المنتوج السياحي والتي تساهم في استقطاب العديد من السواح سواء من داخل الوطن أو خارجه. و تطبع المنطقة تقاليد وعادات مجتمع الصحراء بالإضافة الى بعض عادات المجتمع الامازيغي بفعل التعايش و التجاور وكذا بعض العادات من مناطق اخرى.
و اعتبارا لموقعها الجغرافي المتميز، الذي يشكل صلة وصل بين جنوب المملكة و شمالها و لمؤهلاتها الطبيعية و كذا لمناخها المعتدل و كرم الضيافة المتجذر في عادات و تقاليد ساكنتها، فإن كلميم تشكل قطبا سياحيا مهما و منطقة جذب للسياح الأجانب و الوطنيين
- الصنــاعة التـقـليديـــة :
إن الحديث عن الصناعة التقليدية بإقليم ﯖﻟميم تستدعي التطرق والتعريف بالخصائص الجمالية للإبداع اليدوي بالمنطقة والكشف عن كوامنه التعبيرية عند الحرفين الحسانين لاسيما في مجال الإنتاج اليدوي ، واخص بالذكر المشغولات الجلدية ، الخشبية ، النسيجية ، المعدنية والتي تجمع بين الوظيفة النفعية والوظيفة الجمالية ،هذا الإنتاج التقليدي شكل على امتداد تاريخه الإبداعي المتواصل في الزمان والمكان أنماطا و صنوفا فنية وتقاليد عملية حرفية ووحدات تعبيرية تجسد جهود الصناع الحرفيين وأصحاب المهن التقليدية الرامية إلى تأهيل هده الأشكال التراثية وحمايتها من الضياع والاندثار.
ولعل أهم ما يميز الصناعة التقليدية بالمنطقة هو أنها لاتقوم على مهارة المحاكاة limitation بدافع الحفاظ على الشكل الموروث فحسب ، بقدر ما يشتغل على استخدام الصيغ الفنية القديمة وإعادة صياغتها وفق رؤى وتصورات جديدة متميزة على مستوى التكوين والبناء الجمالي والأسلوب الفني[1] . ورغم انه يدور في فلك العادات والتقاليد فان الإنتاج اليدوي الصحراوي يسعى إلى الانتقال من البسيط التقليدي إلى الشكل الفني الجمالي ، ومن مرحلة التعبير النمطي إلى مرحلة الإنتاج المتحدث ليصبح علامة من علامات التقدم الحرفي الذي يوحي على نمو التجربة الجمالية بشكل متوا ثر واطرادي .
ü الصناعة التقليدية الجلدية :
تعتبر المشغولات الجلدية من أكثر الفنون والصنائع اليدوية إبداعا وإنتاجا بواد نون ،حيث نرى الجلود المدبوغة التي تتحول إلى وسائد منمقة بالكثير من الصباغات والزخارف الجميلة تسمى اصرامى. إضافة إلى صناعة وخياطة بعض أدوات الحفظ والتخزين كالتاسوفرا (حقيبة الرجل) والكونتية (حقيبة المرأة) وأغلفة السكاكين والقارورات الزجاجية المغلفة بالجلد ، فضلا عن تجليد الرواحل والأقلام ، الجماعات ولكتوب (التمائم) وصناعة القرب والشكاوي وخياطة الافراء (جمع فرو) وهي أغطية جلدية طويلة وعريضة تصنع من جلد الماعز .[2]
هذه المصنوعات الجلدية تتضمن نقوشات وزخارف وألوان يلعب فيها الرمز سلطته التشكيلية . حيث المربعات ، المثلثات ، الدوائر ، الخطوط ، الألوان تتجانس داخل انساق وقوالب زخرفيه متآلفة.
صورة رقم 1،2: صانعات تقليديات يقمن بتزيين بعض المصنوعات الجلدية
المصدر :مندوبية الصناعة التقليدية بكلميم
ü الصناعة التقليدية النسيجية :
على غرار المنتوجات الجلدية نرى بأن المصنوعات النسيجية هي الأخرى تتميز بالتنوع والإتقان ، حيث تظهر بجلاء براعة ورقي دوق الصانع التقليدي الوادنوني . الفنون النسيجية بالمنطقة تظم الخياطة ، وصباغة الأزياء والأردية التقليدية سواء منها الخاصة بالرجال أو النساء ، بالإضافة إلى صناعة وخياطة الخيام ،فضلا عن الأغطية والافرشة المصنوعة أساسا من صوف الأغنام وشعر الماعز ووبر الإبل[3] ، وسنقسم هده المصنوعات إلى قسمين ، قسم خاص باللباس والأردية والثاني خاص بالمسكن.
ü الصناعة التقليدية المعدنية :
على مستوى المصنوعات المعدنية أبدع الإنسان الصحراوي في صنع العديد من المصنوعات اليدوية التقليدية ونذكر من بينها، الحلي كل ما تحتاجه المرأة من زينة على مستوى الحلية في كل المناسبات ونذكر منها الخلخال، الخواتم السلاسل، إضافة إلى مختلف الأواني المعدنية التي يحتاجها الإنسان الصحراوي في حياته اليومية مثل الخناجر، المجمر، الإبريق[4] ..... هذه المنتوجات تبين على مدى براعة ورقي دوق الصانع التقليدي اﻟﯕلميمي
صورة رقم3،4،5،6 : بعض انواع الحلي التقليدي
ü الصناعة التقليدية الخشبية :
أما فيما يخص الصناعة التقليدية الخشبية فنرى ان الصانع التقليدي بالمنطقة لازال يهتم بما كان يصنعه الآباء والأجداد قديما عندما كانوا يصنعون كل ما يحتاجونه في حياتهم اليومية .العديد من المصنوعات التي كانت تستعمل في القديم اختفت لكن لازال العديد من الصناع التقليدين يهتمون بجزء كبير منها ، خصوصا تلك التي تعرف إقبالا وطلبا متزايدا من طرف السكان الأصليين للمنطقة أو الأجانب مثل الراحلة ،امشقب ، الكتبه...[5]
صورة رقم7 : صانع تقليدي أتناء مزاولته عمله
صورة رقم 8-9:بعض منتوجات الصناعة التقليدية الخشبية بالإقليم
0 التعليقات:
إرسال تعليق