طقوس الزواج بامحاميد الغزلان نموذج "قبيلة أعريب"

طقوس الزواج بامحاميد الغزلان 

نموذج "قبيلة أعريب"

الإطار الجغرافي:

الموقع: تعتبر واحة امحاميد الغزلان آخر واحة من واحات درعة الستة التي يخنرقها وادي درعة، حيث يعتبر هذا الأخير أطول نهر في المغرب إذ يصل طوله إلى 1200 كلمتر فهو يقع في الجنوب الشرقي بالنسبة للخريطة المغربية.

واحة امحاميد الغزلان: توجد بجنوب المغرب وكذا بجنوب إقليم زاكورة وتظم ساكنة يبلغ عددها 10100 نسمة موزعة على 15 دوارا مكونة من 1230 عائلة تقريبا نشاطها الرئيسي هو الفلاحة.

سبب التسمية:

خلال الرواية الشفوية للساكنة وجدنا كثرة الآراء حول تسميتها بهذا الاسم، لكن يبقى الرأي الأكثر انتشارا هو أن الاسم نسبة إلى أكبر القصور بها وكذلك إلى حيوان الغزال في مضى.

طقوس الزواج:

الخطوبة:

هي كسائر الخطوبات لدى جميع الشعوب حيث يتم الاختيار من طرف الشباب لعرائسهم، لذلك يتم الاختيار عن طريق مجموعة من الخطوات قبل الإعلان عن الخطوبة الرسمية فالشاب العريبي يجب عليه مشاهدة الفتاة المرغوب بها أولا، هذه الرواية الشفوية كانت تتم عن طريق مجموعة من الطرق، من بين هذه الطرق فالشاب مثلا يستغل ظرفية جلب المياه من الحسيان )الآبار( كما يمكن مشاهدته في الأعراس خصوصا في الغناء.

خلال الزواج:

الكب:

 هو عملية يقمن بها نساء القبيلة وخاصة النساء المقربات من طرف العريس حيث يجتمع في منزل هذا الأخير، يقوم النساء بإحضار كمية من الحبوب )الشعير( ويوضع في قطعة من التوب "إزار" لتنقيتها حيث يوضع كمية من اللوز تختلط مع الشعير وتوضع قطعة من الفضة المراد تنقيتها وتبدأ النساء بعملية التنقية باحثات عن حبات اللوز وقطعة الفضة ويرددن مجموعة من القصائد من  بينها هذا البيت:

قدمنا الله ونبينا محمد	*	ولي قدموا ما يخيب غناه
عرسك يا لوليد بالبركة علينا	*	ستكبر بوليد والصابة تجينا

وهذه الأبيات مجملها عبارة عن أدعية حيث استهلت لتقديم الرسول صلى الله عليه وسلم والتمني بأن يمر هذا العرس بأمن وسلام.

ليلة الطحين:

في هذه الليلة تقيم أسرة العريس وليمة للمغنيين والمغنيات واللذين يستدعون خصيصا لهذه الليلة ويكونون من بين المشهورين في هذا الفن. إذ يشاركون أسرة العريس وأقاربه وجبة العشاء التي تليها مباشرة عملية الطحين الذي يحظره كل من أراد الحضور. وتستمر الفرحة حتى الصباح، ويتم التنافس في هذا الأمر بين الأسر حيث يقال: "الطحين بات عند أهل فلان إلين طلعت الشمس" من بين الأبيات المشهورين في فن الطحين.

ذاك اللي نبغيه حتى فاللعب ما بان

رحلو ناسو به بعدو لتراب السودان

رقصة الشمرة:

تقام هذه الرقصة يوم العرضة أي في اليوم لموالي لليلة الطحين وتقام بعد أداء صلاة المغرب. ويقوم بهذه الرقصة مجموعة من شباب القبيلة اللذين يجلسون على شكل دائرة ويقومون بالغناء ويتوسطهم رئيس المجموعة الذي يقوم بالضرب على الكدرة )الحوض( أو يسمى النـﮔـار ويقومون بالغناء ويعاد كل بيت عدة مرات حتى تنسجم أصوات المغنيين ويتدخل أحد المشرفين على العرس ويقوم بإدخال الرﮔـاصة )الراقصة( وتدخل وهي مخبأة الوجه بقناعها وتجثم على ركبتيها في البداية لا تتحرك إلا أنها ما تلبث أن تبدأ في التمايل وبعد  هنينة يزداد الإيقاع فيقوم أحد الأشخاص بإزالة قناعها ورغم ذلك تضع يدها على وجهها حيث تبدأ في الزحف على ركبتيها وتحريك أصابع يديها وهي مغمضة العينين.

والنـﮔرة زينة	*	ألا رﮔسي يا سكينة
ألا مشي وتعالي	*	يخلي لك بوك الغالي

تحنية العريس:

هذه المرحلة يتجه جمع الذكور والإناث من منزل عائلة العريس إلى المكان المخصص للحناء حاملين معهم قطعة من الثوب الأبيض "إيزار" فوق رؤوسهم مرددين مقاطع دينية غنائية من هذه الأبيات

يعمل ما نعملوا مبارك با ربي	*	سبركنا به يا الله
قدمنا الله ونبينا محمد	*	ولي قدموا ما يخيب غناه

فعند الوصول إلى المكان المخصص تبدأ تحنية العريس حبث يوضع طرف من الثوب ويدخل العريس ومعه وزيره والذي يكون أعزب إلى جانب شاب وشابة ويدخلا تحث قطعة التوب "إيزار" حيث تبدأ تحنية العريس من طرف الشابة أو الشاب ويحمل الشابين معه خنجرين هذه الحناء التي توضع على يد ورجل العريس على شكل x ويسمى خط جبرين وفي هذه الأثناء تردد أغاني مختلفة من طرف الجمهور وخاصة النساء ومنها الأبيات لغنائية مثلا:

حني أوليد أمي	*	وبيدي نحني ليك
يعمل جناح جبرين	*	وكل ما عندي ليك

خاتمة:

ومن هنا يمكن القول على أن العرس العريبي بمنطقة امحاميد الغزلان يحتوي على مجموعة من الرقصات مثل الطحين والشمرة وهذا ما يجعله يختلف عن الأعراس الصحراوية بمنطقة وادي نون

 

إنجاز الطالبتين:

توفيق ليلى

                                                                  الخوماني حياة