نموذج الخيمة مسكن الإنسان الصحراوي
إن لكل أمة من المجتمعات عاداته و تقاليده فالمجتمع الحساني هو جزء لا يتجزأ من المجتمعات .
المجتمع الصحراوي نراه اليوم انحراف عن المسار الذي كان مرسوم بالمجتمع انداك و هنا يجب
الحديث عن بعض العادات التي كانت سائدة أيام ازدهار البادية ، من هنا و بإعتبار قبيلة أيت أوسا
كثيرة الترحال كثرت » الفركان « و انتشرت أماكن اللهو بسبب خصب المراعي ووفرة الماشية وفي
هذه البيئة يحس الإنسان بنوع من الارتياح النفسي و في الطبيعة و لا يكلف نفسه أي عناء و مشقة في
السعي وراء ملاهي الدنيا الزائلة قنوعا بحياته البسيطة و متواضعة عكس ما نلاحظه الآن .
قبيلة أيت أوسا هي فرع من المجتمع الصحراوي كما سبقنا الذكر هذا المجتمع الذي تجمعهم عدة
خصائص مشتركة) عادات و تقاليد( من هنا يمكن لنا الحديث عن بعض العادات و التقاليد .
- الخيمة مسكن الإنسان الصحراوي :
اشترك الإنسان الصحراوي مع المجتمعات العربية الأصيلة في اعتماده لخيمة كمسكن يوفر له
عدة خدمات ضرورية للعيش دون أن تكلفه وسائل تعجيزية مقارنة مع أنواع السكن المعتمدة
قديما ، و اشتهر بها حتى أضحى الإنسان الصحراوي هو الذي يحمل بيته على ظهره كالحلزون .
و لم يقتصر دور الخيمة على السكن فقط إذ تحمل هذه الكلمة دلالات عديدة بالنسبة للصحراويين
، فمن خلال تأملنا في القاموس الحساني تعني الكثير من المعاني ، فيقال مول الخيمة في إشارة
إلى رب البيت ، كما يقال أيضا خيمة الرك في إشارة إلى بيت العروسين ليلة دخولها الأولى ،
كما يوصف الإنسان الكريم بأنه صاحب خيمة كبيرة ، و قد تستخدم للتحقير كقولهم خويمة خالية
في إشارة إلى البخل و قلة الأصل .
و تصنع الخيمة بالصحراء عاليا من شعر الماعز الأسواد ، أو وبر الإبل ، خاصة إذا كان لونه
اسود أو أحمر ، كما يمكن أن يستغل صوف الضان الأسود و تتكون أساسا من :
- الفلجة : جمع فليج ، و يعني حاشية مسطحة ، عرضها من 50 إلى 75 سنتمترا أما
الطول فيختلف حسب الحجم المكلوب ، إذ يصل إلى 30 مترا ، و يتم جمع الفلجة بعضها
ببعض بواسطة الخياطة لتشكيل الخيمة .
- المطنبة : شبيهة بالفلجة و تخص طولي الخيمة ، بحيث تكون واحدة في الأمام و الأخرى في الجهة الخلفية للخيمة .
- أوتاد : جمع وتد و تستخدم لتثبيت الخيمة بالأرض .
- لخوالف : حواشي على شكل حبال مسطحة و يطلق عليها لحكاب ، ووظيفتها هي تقوية الخيمة عند نصبها ، وربطها بالأوتاد المثبثة في الأرض .
- لخراب : تصنع على شكل أقواس من الخشب و هي التي ترتبط بها لخوالف و تصلها بالأوتاد ، كما توجد هناك أخراب صغيرة لباب الخيمة .
- البيبان : جكع باب ، وهما ساريتان من الخشب تمسكان بقمة الخيمة لفتح واجهة الخيمة الأمامية ، بحيث توضع كل واحداة في جانب من الخيمة .
- المسمك : وهو عود يأتي بين البيان في خط مواز مع الركائز .
- الرحل : يتكون من 9 أعواد يشد بعضها ليشكل في الأخير ما يسمى بالرحل ) أربعة الضلوع )جمع ضلع( ، وعود واحد يشكل الظهر ( و يأتي رحلان في جانب من الخيمة
- اشدوم : جمعه اشداديم و يوضع فوق الرحلين بشكل أفقي اشدومان اثنان توضع عليهما المتعة مثل الفرو ، البنية و القطيفة ...
- أسفل : حبل يصنع من جلد الإبل ، يتم شده بصفة دائرية حول اشداديم لملء الفراغ الموجود بينهما ، و بالتالي منع سقوط الأمتعة على الأرض .
- التزاية : جمعها تزيتن ، وهي كيس كبير مربع الشكل ، دات فم كبير ، تصنع من جلد الإبل بعد ذبحه و إدخال بعض التحسينات عليه من قبل الصناع صممت خصيصا لحفظ المتعة من التلف .
- الفرو : فراش كبير يصنع من جلد الضأن ، وقد يصنع بعد جمع عدد كبير من الجلود بعضها ببعض عن طريق الخياطة .
- لخلالات : مسامير يصنعها لملمين ) الصناع ( ، و مهمتها شد اسوادر بباقي أطراف الخيمة الداخلية .
- اسوادر : غطاء مزخرف يغلف الخيمة من الداخل من أجل تدفئتها ، كما أنها تضفي عليه شكل خاص .
أما بالنسبة لفراش الخيمة فهو عادة إما كطيفة أو حصير متنوع من السمار الذي ينبت في السبخات و بجانب العيون .
و من المتفق عليه أن الإنسان الصحراوي يفضل أن يكون باب خيمته مفتوحا نحو الشرق )الكبلة ( ، فإذا نظرنا إلى الخيمة من الداخل نجدها مقسمة إلى شطرين بما يسمى الساتر و ذلك في حالة وجود ضيوف ،إذ يزين بالأفرشة و يخصص للرجال و الشيوخ ، و الشطر الثاني مخصص للنساء و الأطفال .
على أنه في مرحلة البداوة لا تخلو كل خيمة صحراوية من مجموعة أدوات و أواني تستعمل في نمط عيش الرحل بالصحراء و منها علي سبيل المثال :
- الرحى : مطحنة يدوية مكونة من قطعتين حجريتين تستعمل للحصول على الدقيق بعد طحن الشعير .
- الشكوة : تصنع من جلد الماعز و تستعمل للحصول على الزبدة و اللبن .
- الحمارة : تحمل الشكوة عن الأرض اتسهيل عملية تحريكها .
- تاسوفرا : حقيبة مصنوعة من جلد الماعز لحفظ الأشياء
- لمسار : حقيبة جلدية
- لكربة : وعاء جلدي لحفظ الماء باردا
- المرجن : الطنجرة
- المصعاد : عود من النخيل يحرك به الطعام
- لغرار : كيس لتخزين الحبوب
- الدوح : سرير الرضع
- المجر : يستعمل لجمع كؤوس الشاي
- لعكة : كيس من الجلد يحفظ الزبدة من التلف
- لكدحة : إناء من خشب الطلح ، يقدم فيه الحليب
- فرو : غطاء من جلد الماعز
- الراحلة : تصنع من الخشب و تغلف بالجلد ، و توضع فوق سنام الجمل للركوب
- الربيعة : صندوق يوضع فيه السكر
- الزنبيل : إناء توضع فيه حبوب الشاي
من خلال ما تم جرده يتضح لنا بساطة أسلوب عيش الإنسان البدوي و اعتماده على الخامات التي توفرها منطقة عيشه دون سواها ، كما أن وضع الخيمة يتم بعناية لتجنب الأخطار سواء أكانت بشرية )غزي( أو طبيعة )الفيضان ( .
صور عن الخيمة الصحراوية
من إنجاز :
ملكي سعاد MALKI SOUAD
2 التعليقات:
اشكرك كثيرا
لم تدكر خصاءص الترحال
إرسال تعليق