الزواج بمنطقة "سكورة" إقليم ورزازات
الإطار الجغرافي:
تقع منطقة "سكورة"،في جهة سوس ماسة درعة، وبالضبط في اقليم ورزازات. وتبعد عن مركز الإقليم ب 42 كلم، طريق الراشدية، وهي منطقة فلاحية حيث تحيط بها الفدادين من كل جهة. وتعتمد في أغلبها على الزراعات المسقية، بالإضافة إلى النخيل وأشجار اللوز المشهور في المنطقة.
الظروف العامة للزواج :
في منطقة "سكورة"، لا يوجد موعد محدد للزواج، إلا أن أغلب الأعراس والحفلات تقام في الصيف. حيث يتم التقاء الأهل والأقارب مهما باعدت بينهم مشاغل الحياة، وفرقتهم المدن. في هذه المرحلة يتم اقتراح بعض الفتيات، على البالغ من الأسرة قصد الموافقة. وهي مرحلة "تشاورية بامتياز"، حيث يتم الأخد والرد بين الأقارب. حول الفتاة وعائلتها، وأقاربها ومدى مناسبتها له.
بعد الإتفاق وتحديد العائلة والفتاة، تذهب الأم إلى منزلها لإعلام الأسرة بنية التقدم. وهي مرحلة قد نسميها "بجس النبض"، بعد الموافقة المبدئية على العرض، يتم تحديد موعد الخطبة، وغالبا مايكون في شهر "شعبان" ويكون موعد الزفاف بعد عيد الأضحى. حيث تكون امدة بينهما منطقية ليتم التحضير الجيد للزفاف.
الخطبة:
عندما تقترب فترة "الخطبة"، تبدأ العائلتين بالتحضرات لهذه المناسبة، فأهل العروسة يعدون لمأذبة. لأن تكاليفها غالبا عليهم. بكل ما يحتاج ذلك من شراء ( اللحم، والفواكه،...), من جهة أخرى يكون استعداد عائلة العريس، في شراء الملابس (الكسوة، السروال، البلغة، الحزام"المطلي بالصقلي"،...). وذلك حسب المستوى المادي لكل عائلة، بالإضافة إلى شراء الحناء، وتكون في الغالب غير مدقوقة (أوراق الحناء).
يقوم أهل العريس بإعداد مراسيم الخطبة، بحيث يضعون قالبين إلى أربعة قوالب من السكر، وسط طبق "ضبك" مستدير الشكل مصنوع من زعف النخيل، بعد مائه بأوراق الحناء، والورد، ثم يحيطونه بحزام مصنوع من "الصم"، مطرز بخيوط "الصقلي". إلى جانب ذلك يضعون "البلغة" وعيدان الند، ويغضون الطبق بمنديل أبيض مطرز.
بعد ذلك، تنتقل عائلة العريس إلى منزل العروسة، فيحمل الطبق من طرف إحدى النساء، المعروف عليها الوقار ويحترمها ويقدرها الكل. وفي الطريق نحو منزل العروسة تردد النساء عدة أشعار بالعربية والامازيغية، ومعنى هذه الأشعار الرفع من قيمة العريس ومقامه، إضافة إلى حسن اختياره وصواب رأيه في العروسة.
عند وصول أهل الخطيب، تقوم عائلة الخطيبة باستقبالهم بالزغاريد، وكذلك بتقديم الحليب دلالة على صفاء النية، والتمر على الكرم. ورشهم بالرائحة الزكية. بعد الترحيب وتبادل السلام، تجلس العائلتين " الرجال مع الرجال"و "النساء مع النشاء"،ويقدم الطبق، وتبدأ مراسيم الخطبة، بطلب يد العروسة بشكل رسمي، وبعد الموافقة تقرأ الفاتحة لتحل البركة على هذا الرباط، تنطلق الزغاريد معلنة الفرحة. تبدأ بعد ذلك العائلتين بمناقشة التفاصيل الخاصة بالعرس والإعداد لها، وذلك بتحديد فترة الزواج.....
ومن تاريخ الخطبة إلى الزواج، تصبح الخطيبة مسؤلة من الخطيب في كل يعنيه ذلك من شراء للكسوة في العيد ومصاريف ذلك، أو أي مناسبة تأتي بين العرس والخطبة. يمكن أن يتعرف الخطيب على خطيبته في هذه الفترة، لكن بحضور أهلها وداخل بيتها، احتراما للتقاليد المتعارف عليها.
الأستعدادات للزواج:
عند اقتراب موعد الزواج، يرسلأب العريس بعض شخصا لدعوة القبيلة لحضور العرس كل شخص باسمه، وهي مرحلة مهمة لأن الشخص الذي يقوم بعملية الدعوة، لايجب أن يغفل أو ينسى أحدا.
قبل سوق من موعد الزفاف، يأتي العريس بأضحية العرس، يشتري القمح ويذهب بكيس أو كيسين. إلى منزل العروسة. حيث تعمل أم العروسة على دعوة نساء القبيلة لتنقية القمح. عند البدأ بالعملية يأتي شاب "اسمه محمد"، ليسكب على رجله القمح، ثم تبدأ عملية التنقية، بعد ذلك يرسل القمح إلى المطحنة. فيحضر الطحين، في لية العرس تتكلف بعض النساء بغربلة وعجينة الخبز، وطهيه في فرن خاص "تافارنو". فيحضرن حوالي 400 خبزة.
الزواج والعرس:
اليوم الأول:
الحناء:
يعتبر يوم الحناء من أهم أيام العرس بالمنطقة، بحيث تسبق هذا اليوم تحضيرات كثيرة وكبيرة، فأم العروسة تقوم بجمع كل مستلزمات هذا اليوم، والمتكونة بالأساس من الورد المدقوق والقرنفل والزعفران الحر والحناء، تخلط كل هذه المقادير بالحليب. وتقوم إحدى النساء التي لم يسبق لها الطلاق ولها صمعة شريفة وهذا شرط أساسي، بغزل الصوفة فوق الخليط. الذي سيطلى به شعر العروسة, فتقوم بظفر شعر العروسة وتضع بيضة وسط الشعر وتفقصها. فتغطي الشعر بمنديل خاص، وتربطه بحزام من حرير. ثم يطلى جسدها كليا بما تبقى من الخليط. وتضع الكحل في عينها، وتعمد فتيات القبيلة بلمس الحناء لأخد الحظ و"الفال".
اليوم الثاني:
الذبيحة:
صبيحة هذا اليوم ، يذبح أهل العروسة بقرة أو ثورا، حيث يجتمع الرجال ويتعاونون على ذبحها وتقطيعها وتخزينها. بعد ذلك يجلسون لشرب الشاي، ويتفرق الجمع .
يأتي الرجال في موعد الغذاء وتكون الوليمة جماعية، بحضور بعض الفقهاء لتلاوة القران, وبعد الوليمة يتفرق الرجال كل لحال سبيله. ليفسح المجال لتوظيب فضاء العرس لإستقبال نساء القبيلة.
تتوافد نساء القبيلة ويجتمعن، فيلعبن وينشطن، ويزغردن ويرددن أشعار ومماويل محلية.
في هذه الأثناء تجتمع القبيلة، لحضور مراسيم تهييء العريس، فيحومون حوله ليشكلوا دائرة يتوسطها العريس. يغطون الدائرة بإيزار أبيض، ويقوم شخض بطلائه بالحناء ووضع الكحل في عينه، مع ترديد بعض المماويل:
الحجاج إلى مشيتو بازربة مهلو علية.
نتوضا في بير زمزم والصلاة في بورقية.
أسيدي يا عريس الخير أسيدي واقفة يامك
مد يديك تحنيها وحنة سوس تواتيها
وبعد الإنتهاء من ذلك، تتم ترقيته بالقران الكريم من طرف امام مسجد القبيلة، وفي غفلت من الجميع وبعد تمويه من أصحاب العريس، يقوم العريس بالهرب من الحلقة نحو عوسه، التي تكون قد وصلت إلى بيت زوجها. يستمر بعد ذلك الإحتفال إلى الصباح. لإستكمال المراسيم الإخرى.
في الصباح الباكر، تذبح الذبيحة الخاصة بالعروسين، وتكون غالبا كبشا فيخصص بكامله لهما، ويعلق وسط غرفتهما.
اليوم التالث:
تجمع القبيلة مرة أخرى، فتأتي مجموعات مثل (أحواش،عساوة،)، ويقام حفل كبير يفرح فيه الصغير والكبير. عند عائلة العريس، لكن كل تكاليف هذا الحفل يتحملها والد العروسة وعائلتها، فترقص العروسة وسط "أحواش".
اليوم السابع:
تخروج العروسة صباحا إلى ساقية الماء لملء جرتها دلالة على العزيمة والصبر، وفي طريق عودتها يبارك لها الجميع العرس، ويقومون بملء الجرو بالنقود.
وعند وصولها للمنزل تتراشق وزوجها بالماء، دلالة على حلول البركة والسعادة والخير، مع العروس الجديدة.
هكذا ينتهي العرس بمنطقة "سكورة" نواحي اقليم ورزازات ، وينتهي معه هذا المقال المتواضع.
* اعتمدت بالدرجة الأولى في إنجاز هذا المقال، على الرواية الشفوية. وحاولت جمع المتفق عليه من العادات والتقاليد الخاصة بالعرس.
* اعتمدت بالدرجة الأولى في إنجاز هذا المقال، على الرواية الشفوية. وحاولت جمع المتفق عليه من العادات والتقاليد الخاصة بالعرس.
إنجاز الطالب:
عبد الغني أيت الفقير
4 التعليقات:
it's good mister abd lghani thank's very much
انامعجب بهده العادات والتقاليد فى بلدنا الحبيب
tank you abdlaghani
i see that this information is not so accurate .try to learn more and search about the significance of the traditions
إرسال تعليق