التراث المادي في طاطا "دار القايد يوسف" نموذجا
يعتبر إقليم طاطا من بين المناطق المتنوعة تراثا و ثقافة، و لعل التنوع البشري الذي عمر المنطقة منذ القدم،كان السبب الرئيسي في خلق هذا التراث.وتتجلى مظاهره من خلال ما اكتشفه بعض الباحثين ونخص بالذكر : النقوش الصخرية ، القصبات ، الزوايا، الأضرحة، و الدور القديمة...
منزل"دار المخزن" أو "دار القايد يوسف" أو "تادوارييت" كما يحب البعض أن يسميه ،هو نموذج للدور القديمة التي تغني التراث المادي بمنطقة طاطا.هذا المنزل يعود تشييده لأواخر القرن التاسع عشر من طرف القايد يوسف بمدشر "أكجكال" الذي يبعد عن المركز بحوالي كيلومترين شمالا.ويعتبر آنذاك مصدر كل القرارات المتعلقة بنفوذ حكمه.وتحكي الرواية الشفوية أن أحد السلاطين العلويين )الحسن الأول( زار هذا المنزل ومكث في ضيافة صاحبه ثلاثة أيام، والدليل على ذلك هذه الوثيقة المختومة من قبله.
يوجد هذا المنزل وسط مدشر أكجكال قربه مسجد ، محصنا بأبواب كبيرة متفرقة من جميع جهاته.
بني بالطين و الكلس بدقة عالية تبين مدى مهارة يد العامل المغربي بصفة عامة و الطاطاوي بصفة خاصة.ويتكون من طابقين ،ويتوفر على باب خارجي مصنوع من الخشب ولديه مقبض من الحديد و فيه بعض الزخارف كما تبين الصورة التالية :
أول ما يلفت انتباه الزائر لهذا المنزل هو وجود بئر وسط المنزل ، ويقابل مباشرة "تالفوهارت" وتسمى أيضا الدواية وهي نافذة في الأعلى وسط السقف تضفي نوعا من الجمالية وتمنحه تهوية وتضوية كما تبين الصورة أدناه :
ثم سقف منقوش و مزخرف بأجود أخشاب النخيل و عود الدفلة )أليلي بالأمازيغية( الذي لم يتعرض حتى هذه اللحظة للإتلاف من طرف الأرضة.
يتكون الطابق السفلي من بهو فسيح وبئر وسطه ،إلى جانب سجن صغير تحت الأدراج المؤدية للطابق العلوي.ولا توجد فيه غرف للنوم وهذا يدل على ان هذا المكان مخصص للعموم.
في الطابق العلوي يوجد نوع آخر من الفن المعماري ، حيث تطل نوافذ كبيرة على شكل أقواس مزينة تلفت انتباه الزائر.
إضافة إلى نوافذ صغيرة مصنوعة من الخشب و الحديد وهي لغرفة يطلق عليها بيت لخزين أي مكان تخزين المؤونة و المواد القيمة كالمجوهرات و الوثائق ذات قيمة عالية .
هكذا، نجد أن "دار القايد يوسف" هي نموذج حي للتراث المادي في منطقة طاطا ،لكن للأسف لم يتم الإحتفاظ بهذا الموروث التراثي وتم هجره من طرف أحفاد هذا القائد نظرا للشقوق و الردود التي طالته.ولم يتم ترميمه لضعف الإمكانيات المادية لمالكيه من جهة ، و عدم اهتمام وزارة الثقافة من جهة أخرى.
المراجع المعتمدة:
الرواية الشفوية ل السيد أقديم محمد و هو أحد أحفاد القايد يوسف.
من إنجاز الطالب : عبد العالي لاماني
4 التعليقات:
تحية لك أخي موضوع جيد
موضوع قيم مجهود مشكور ولكن انت لم تعرف بهذه الشخصية ودورها في التارخ ولماذا عرفت بهدا البيت بالتحديد دون غيره من البيوت
شكرا على الإهتمام ، اقتصرت على التعريف بالبيت أكثر من صاحبه لأنني في صدد دراسة التراث المادي و المعماري لهذا المنزل.ولأنه الوحيد في المداشر المجاورة الذي يتميز بتصميم فريد و مميز.
موضوع قيم ،شكرا
إرسال تعليق